تفاصيل الحلقة

الحلقة العاشرة: مجلس الركب الحسيني على ابواب الشام

1437
مشاركة الحلقة
image

إعــداد: علا محمد تقــديم: ليلى عبد الهادى المونتاج: مريم المعمار توقفنا في هذه الحلقة عند مجلس الركب الحسيني على أبواب الشام ‏. لَهْفِيْ لِآلِ اللهِ أَسْرَى حَوَاسِراً عَلَيْهَا الحَيَا قَدْ لَاثَ بُرْداً وَبُرْقُعَا تُجَاذِبُهَا آلُ الدَّعِيِّ رِدَاءَهَا وَتُرْكِبُها النِّيْبَ الهَوَازِلَ ضُلَّعَا ومما جاء في هذه الحلقة عن سهل بن سعد الشهرزوريّ قال: خرجت من شهرزور، أريد بيت المقدس، فصادف خروجي أيّام قتل الحسين عليه السلام، فدخلت الشام، فرأيت الأبواب مفتّحة والدكاكين مغلّقة، والخيل مسرّجة، والأعلام منشورة، والرايات مشهورة، والنّاس أفواجاً قد امتلأت منهم السكك والأسواق، وهم في أحسن زينة يفرحون ويضحكون. فقلت لبعضهم: أظنّ حدث لكم عيد لا نعرفه؟ قالوا: لا. قلت: فما بال النّاس كافّة فرحين مسرورين؟ فقالوا: أغريب أنت أم لا عهد لك بالبلد؟.. خرج عليه في أرض العراق خارجيّ، فقتله، والمنّة لله تعالى، وله الحمد. قلت: ومن هذا الخارجيّ؟ قالوا: الحسين بن عليّ بن أبي طالب. قلت: الحسين بن فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ قالوا: نعم. قلت: إنّا لله وإنّا إليه راجعون، وإنّ هذا الفرح والزينة لقتل ابن بنت نبيّكم، أو ما كفاكم قتله حتّى سمّيتموه خارجيّاً؟! فقالوا: يا هذا أمسك عن هذا الكلام، واحفظ نفسك، فإنّه ما من أحد يذكر الحسين بخير، إلّا ضربت عنقه. فسكتُّ عنهم باكياً حزيناً، فرأيت باباً عظيماً، قد دخلت فيه الأعلام والطبول، فقالوا: الرأس يدخل من هذا الباب، فوقفت هناك وكلّما تقدّموا بالرأس كان أشدّ لفرحهم، وارتفعت أصواتهم، وإذا برأس الحسين عليه السلام، والنور يسطع من فيه، كنور رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فلطمت وجهي، وقطعت أطماري، وعلا بكائي ونحيبي، وقلت: وا حزناه للأبدان البالية النازحة عن الأوطان، المدفونة بلا أكفان، وا حزناه على الخدّ التريب، والشيب الخضيب, يا رسول الله, ليت عينيك تَرَيَانِ رأس الحسين في دمشق، يطاف به في الأسواق، وبناتك مشهورات على النياق، مشقّقات الذيول والأزياق، ينظر إليهنّ شرار الفسّاق، أين عليّ ابن أبي طالب (عليه السلام) يراكم على هذا الحال؟ ثمّ بكيت وبكى لبكائي كلّ من سمع منهم صوتي وأكثرهم لا يفطنون لكثرة الغلبة وشدّة فرحهم، واشتغالهم بسرورهم، وارتفاع أصواتهم، وإذا بنسوة على أقتاب الجمال بغير وطاء،ولا ستر...