تفاصيل الحلقة
الحلقة الثالثة عشرة: مجلس السيدة رقية – عليها السلام – في خربة الشام

إعــداد: علا محمد تقــديم: ليلى عبد الهادى المونتاج: مريم المعمار محطتنا لهذه الحلقة عند مجلس السيدة رقية(عليها السلام) في خربة الشام . كَمْ رَأَتْ فِي خَرَابَةِ الشَّامِ أَحْزَاناً تَسِيْخُ الجِبَالُ مِنْ بَلْوَاهَا وَرَأَتْ مَا يَمُضُّ مِنْ أَلَمِ اليُتْمِ مُصَاباً يَعُزُّ عَنْ أَنْ يُضَاهَى هِيَ بِنْتُ الحُسيْنِ لَمْ تَعْرِفِ اليُتْمَ وَلَمْ تَدْرِ كَيْفَ تَنْعَى أَبَاهَا ومما جاء في هذه الحلقة قيل في كتب السير إنّ عائلة الحسين (عليه السلام) وأرامل آل محمّد بعد قتل رجالهنّ يوم الطفّ, وسبيهنّ من بلدٍ إلى بلد كانوا يخفون على صغار الأطفال واليتامى قتل أوليائهم وآبائهم, فإن بكى يتيم أو يتيمة أباه أو أخاه ناغوه باللّطف, وأخبروه أنّه في سفر- يقصدون سفر الآخرة- فكانوا بهذا ونحوه يشغلون اليتامى والأطفال عن الشعور بألم اليتم ومرارة المصاب.. حتّى إذا جيء بهم إلى الشام, أنزلوهم في خربة إلى جنب قصر يزيد لعنه الله, وكانت للحسين (عليه السلام) طفلة صغيرة يحبّها وتحبّه, وقيل إنّ اسمها رقيّة, كانت مع الأسرى في خربة الشام, وكانت تبكي ليلاً ونهاراً, وهم يقولون لها هو في السفر, فبينما هي نائمة ذات ليلة في الخربة, إذ انتبهت من نومها مذعورة باكية تقول: ائتوني بوالدي وقرّة عيني, أين أبي؟ الآن قد رأيته, ائتوني بأبي! أريد أبي! وكلّما أرادوا إسكاتها ازدادت حزناً وبكاءً, فعند ذلك تعالى الصراخ من العيال والأطفال, حتّى وصلت الصيحة إلى يزيد فانتبه من نومه فسأل ما الخبر؟ فأخبروه أنّ طفلة للحسين عليه السلام رأت أباها في المنام فانتبهت تطلبه وتبكي..فقال اللعين: ارفعوا إليها رأس أبيها وحطّوه بين يديها تتسلّى به.. فأتوا بالرأس مغطّى بمنديل ووضعوه بين يديها, فقالت: يا هذا إني طلبت أبي ولم أطلب الطعام, فقالوا: إنّ هنا أبوك, فرفعت المنديل ورأت رأساً, فقالت: ما هذا الرأس؟ قالوا: رأس أبيك, فرفعت الرأس وضمّته إلى صدرها, وهي تقول: يا أبتاه من ذا الذي خضّبك بدمائك؟! يا أبتاه من ذا الذي قطع وريدك؟! يا أبتاه من ذا الذي أيتمني على صغر سنّي؟! يا أبتاه من لليتيمة حتّى تكبر؟! يا أبتاه من للنساء الحاسرات؟! يا أبتاه من للأرامل المسبيّات؟! يا أبتاه من للعيون الباكيات؟! يا أبتاه من للضائعات الغريبات؟! يا أبتاه من بعدك وا خيبتاه! يا أبتاه من بعدك وا غربتاه! يا أبتاه ليتني لك الفداء, يا أبتاه ليتني قبل هذا اليوم عمياء, يا أبتاه ليتني وُسِّدت التراب ولا أرى شيبتك مخضوبة بالدماء!! ولم تزل تُعوِل وتنوح وتبكي على أبيها, حتّى وضعت فمها على فم الشهيد المظلوم وبكت حتّى غشي عليها, قال الإمام زين العابدين (عليه السلام): عمّه زينب ارفعي هذه اليتيمة من على رأس والدي فإنّها قد فارقت الحياة).. فحرّكوها فإذا هي قد فارقت روحها الدنيا..فارتفعت أصوات أهل البيت بالبكاء وتجدّد الحزن والعزاء, ومن سمع من أهل الشام بكاءهم بكى فلم ير في ذلك اليوم إلّا باك وباكية.
الأرشيف الإذاعي
في هذا القسم تجد جميع تفاصيل الأرشيف الإذاعي والبرامج المنجزة.