إعداد: آيات الياسري. تقديم: نهاوند العبودي. الإخراج الإذاعي: رؤى جميل. الضيفة: الدكتورة نور الساعدي - معاون عميد كلية العلوم الإسلامية - جامعة وارث الأنبياء التابعة للعتبة الحسينية المقدسة. محور الحلقة(الاصطفاء من مناجاة المتوسلين) الاصطفاء مشتق من الصفاء وله معنيان، الأول: من الصفاء والصفو، ويعني الخلوص من الشوائب في مقابل الكدر، فيقال ماء صافٍ بمعنى خالص أو سماء صافية أي من دون غيوم. أي يعني الخلوص في مقابل الكدر أو في مقابل التلوث. اما المعنى الثاني: بمعنى الاختيار، فمأخوذ من صفوة الشيء، يقال صَفوة صِفوة صُفوة بالحركات الثلاث، صفوة الشيء اختيار، وأخذ صفوة الشيء يقال له اصطفاء. إذن فالاصطفاء من هذين المعنيين هو خلوص الشيء وصفاؤه، واختياره وتفضيله وتقديمه. من ثم بدأنا الحديث من مناجاة المتوسلين "وَاجعَلني مِن صَفوَتِكَ الَّذينَ أحلَلتَهُم بُحبوحَةَ جَنَّتِكَ وَبَوَأتَهُم دارَ كَرامَتِكَ وأفررت أعيُنَهُم بِالنَّظَرِ إلَيكَ يَومَ لِقائِكَ". كما في قوله تعالى: إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ﴿33﴾ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾، ما هي الخطوات التي اتبعتها تلك الثلة والمنهجية التي اتبعتها حتى وصلت الى هذه المرحلة، عند التمعن في قراءة هذه العبارة (وأقررت أعيُنَهُم بِالنَّظَرِ إلَيكَ يَومَ لِقائِكَ) تتبادر تساؤلات عن معرفة الطريق الذي شقه هؤلاء الثلة وعن المنهجية التي سارو عليها حتى وصلوا الى مرحلة تقر عيونهم بالنظر الى الله تعالى. وأشرنا الى ثمار ذلك الاصطفاء وما هي ايجابياته المباركة التي يلمسها العبد في الدنيا قبل الآخرة، ودور شهر رمضان الفضيل في التقرب الى الله تعالى.