تفاصيل الحلقة

الحلقة الرابعة: إقامة الدين

1445
مشاركة الحلقة
image

إعداد: آيات الياسري. تقديم: هند الفتلاوي. المونتاج الإذاعي: زينب عدنان. تضمنت هذه الحلقة بيان أهمية إقامة الدين من خلال شرح مضمون المقطع من الدعاء الآتي: ((اِقامَةً لِدينِكَ وَحُجَّةً عَلى عِبادِكَ وَلِئَلّا يَزُولَ الْحَقُّ عَنْ مَقَرِّهِ وَيَغْلِبَ الْباطِلُ عَلى اَهْلِهِ)) حيث تتحدث هذه الفقرة من الدعاء عن مفصل مهم من مفاصل الدين والشريعة، بل عن قضية أساسيّة في الوجود الإنساني على هذه الأرض، وهو إقامة الدين والذي يعني إعلاء شأنه وإبراز مبادئه؛ فهو حبل الله المتين، وفرق كبير في إقامته بين التطبيق والحديث فيه فقط، مثال بسيط يوضح ذلك الطبيب الذي درس الطب لسنواتٍ، وحصل على شهادة تفوق فيه، لا نستطيع أن نقول فيه إنه يزاول مهنة الطب إلا إذا مارس وعالج الناس، أما إذا جلس في بيته واستذكره في نفسه والناس يصرخون من الألم حوله وعلى بابه ولا يسعفهم؛ فهذه مأساةٌ سببها أنه لم يقيم الطب الذي يأتي من الممارسة فالدين كذلك يتحقق بالإقامة. فبقاء الحق واستمراريته ودوامه في أنْ يكون السائرون على درب الحق ملتفتين إلى ذلك وإلى أنّ هناك أعلامًا للهداية يستنار بهم في سلك طريق الحق. وفي مقابل ذلك وعلى نهج السنن الكونية الإلهيّة شق الطريق الآخر وهو طريق الباطل وكذلك له أعلام ضلال تزول بالناس عن طريق الحق فتسلك بهم دروب الباطل والضلال والانحراف. والذي يؤمّن للإنسان حالة الاستقرار وعدم زواله إلى السير في طريق الباطل هو ذلك المؤمل الذي يتحدّث عنه هذا المقطع وهو الإمام المأمول الذي يقوم بوظيفة بيان الحق أوّلا وبيان طريق الباطل ثانيًا ويضع لطريق الحق موازين إذا تمسك بها سائرو درب الحق لن يزلوا عنه بينما إذا تخلّوا عن ذلك ولم يتمسّكوا بها فإنّهم سينحرفون عن هذا المسار ويتجهون إلى طريق الضلال وينتهي بهم الحال الى السقوط في ظلمات الانحراف وتيه العقيدة. وقد أولت الشريعة المقدسة أهميّة بالغة بإقامة الدين وجعل الحجّة، ولا نبالغ إذا قلنا بتواتر روايات إقامة الحجة في الأخبار والزيارات وغيرها من الموروثات الإسلامية وقد أُفردت لهذا الموضوع تصنيفات كثيرة وتم تناوله من جهات متعددة....