تفاصيل الحلقة

الحلقة الخامسة: حسن المشورة

5 ذو القعدة 1445
مشاركة الحلقة
image

إعداد: عهود العارضي. تقديم: منال الخزرجي. الإخراج الإذاعي: خديجة الموسوي. الضيفة: منال عبد الزهرة نعمة عبيس - أستاذة حوزوية. محور الحلقة حسن المشورة روي عن علي بن الحسين (عليه السّلام) أنّه قال: "لما وُلدت فاطمة الحسن (عليهما السّلام) قالت لعلي (عليه السّلام): "سمّه. فقال: ما كنت لأسبق باسمه رسول الله. فجاء رسول الله (صلّى الله عليه وآله)..... ثم قال لعلي (عليه السّلام): هل سمّيته؟ فقال: ما كنت لأسبقك باسمه؟ فقال (صلّى الله عليه وآله): وما كنت لأسبق باسمه ربي (عزّ وجلّ)، فهبط جبرئيل (عليه السّلام) فهنّأه من الله (عزّ وجلّ)، ثمّ قال: إنّ الله (عزّ وجلّ) يأمرك أن تسمّيه باسم ابن هارون. قال: وما كان اسمه؟ قال: شبّر. قال: لساني عربي. قال: سمّه الحسن" والسؤال التفاعلي يقول: ماذا تعني لكِ المشورة بين الزوجين، وحسب تجربتكِ هل وجدتِ نتيجة ملموسة أثر هذه المشورة؟ ينبغي أن يسود بين الزوجين الاحترام المتبادل، والله تعالى قد أرشد إلى مثل هذا التشاور، ومن ذلك: ما يتعلق بأمر فطام ولدهما، وأن يكون عن تراضٍ منهما، وتشاور بينهما، كما قال في محكم كتابه: "فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا" وقد يحتاج أحدهما أن يشاور أهله كالوالدة أو الأخ او الأخت أو حتى الصديق حسب ما تقتضيه المصلحة كما قال أمير المؤمنين (عليه السلام) "اجعل سرك إلى واحد، ومشورتك إلى ألف" في بداية الحلقة سمعنا كيف أن السيدة الزهراء (عليها السلام) قد استشارت زوجها أمير المؤمنين في تسمية ولدها الحسن (عليهما السلام)، وهو الولد البكر ولعل المرأة بشكل عام تحب أن تسمي ابنها كما هي ترغب وتتمنى، فما أثر التشاور بين الزوجين على الحياة الزوجية، وبيد من يكون القرار النهائي بعد التشاور؟ جميع العقلاء والخبراء يحث على الحفاظ على أسرار الأسرة وأن يكون البيت هو الصندوق المغلق الذي يضم بداخله كل ما يدور في هذا البيت من أحداث، ولكن قد يشعر أحد الزوجين بأنه بحاجة ماسة للتشاور مع الأهل أو الأصدقاء كما ذكرنا في بداية الحلقة، فكيف يمكن التوفيق بين التشاور وبين حفظ الأسرار؟ الرواية عن الإمام الكاظم (عليه السلام)، يروى أنه كان في بني إسرائيل رجل صالح، وكانت له امرأة صالحة، فرأى في النوم ان الله تعالى قد وقت لك من العمر كذا وكذا سنة، وجعل نصف عمرك في سعة، (وجعل النصف) الآخر في ضيق، فاختر لنفسك اما النصف الأول واما النصف الآخر، فقال الرجل: ان لي زوجة صالحة، وهي شريكتي في المعاش، فأشاورها في ذلك، فتعود إلي فأخبرك. فلما أصبح الرجل قال لزوجته: إني رأيت كذا وكذا، فقالت: يا فلان اختر النصف الأول وتعجل العافية: لعل الله سيرحمنا ويتم لنا النعمة، فلما كان في الليلة الثانية أتى الآتي فقال: ما اخترت؟ فأختار النصف الأول حسب مشورة زوجته، ولما ظهرت نعمته قالت له زوجته: قرابتك والمحتاجون فصلهم وبرهم، وجارك وأخوك فهبهم، فلما مضى نصف العمر وجاز حد الوقت، رأى الرجل مثل الذي رآه أولًا في النوم، فقال: إن الله تبارك وتعالى قد شكر لك ذلك، ولك تمام عمرك سعة مثل ما مضى. القصة تدل بالفعل على إن هذا الخير الكثير وهذه النعمة التي حصل عليها هي بفضل استشارة الزوجة الصالحة حتى بعد ان قُدر له أن يعيش نصف حياته بالفقر والضيق، ولكنها اختارت رضا الله تعالى من خلال صلة الأرحام ومساعدة المحتاجين. "الرجال قوّامون على النساء" هل صحيح أنها تعني أن الزوج يأمر والزوجة عليها الإطاعة بكل الأحوال بحكم القيمومة، وهل تؤثر مشورة الزوجة في بعض شؤون الأسرة على هذه القيمومة؟ البعض يصنف النقاش الجدي بين الزوجين بالشجار الإيجابي، وهو دليل النضج وشيء صحي وطبيعي يؤدي إلى ديمومة الحياة الزوجية، وإلى شجار سلبي، غير صحي وهو النقاش الحاد الذي قد يؤدي إلى الانفصال، فهل يدخل موضوع التشاور في باب الشجار الإيجابي في حال تمسك أحد الطرفين برأيه ولم يقتنع برأي الآخر؟ تحدثنا عن تجارب الصالحين في مسألة حسن المشورة، وهل توجد فعلًا حالات تنقل الشخص من حال إلى حال أفضل وأقرب لله تعالى؟.