تفاصيل الحلقة
الحلقة الخامسة: دور الأسرة في التمهيد لظهور الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

إعداد: نور الهدى أحمد تقديم: آيات حسون المونتاج الإذاعي: علا نعمة دار محور هذه الحلقة حول دور الأسرة في التمهيد لظهور الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) حيث تناقل علماء الاجتماع كلمةً رفعوها شعارًا لبدء سعادة المجتمع، هي (انّ سعادة المجتمع تبدأ من سعادة الأسرة). فإنّ الأسرة هي نواة المجتمع، وكلّما تماسكت الأسرة كلّما كان المجتمع أقرب الى التماسك والسعادة. وهذه حقيقة واقعية لا ينكرها إلاّ مكابر، فالفرد إذا نشأ في أسرة متديّنة متعلمة مثقفة، فهو لن يخرج عن إطارها العام؛ لذلك يشير القرآن الكريم الى هذه الحقيقة عندما يذكر الأنبياء، حيث يقول (ذريّة بعضها من بعض) في إشارة منه الى دور الأسرة في صقل الفرد وإنمائه في الطريق القويم. ومن هنا، ينبغي لكل مجتمع أو دولة أو أُمّة إذا ما أرادت السعادة أنْ تعتني بالأسرة وتنمّي دورها، حتى ينشأ الجيل على وفق المبادئ المطلوبة فيها. والأُمّة الإسلامية، حيث تنتظر قدوم المهدي عليه السلام يجب عليها ذلك الأمر أيضًا، لاسيما فيما يتعلق بقضية التمهيد للظهور المبارك، وحتى تكتمل الصورة نشير الى النقاط الآتية: - إنّ على الأسرة اليوم أنْ تربّي أبناءها على حبّ الإمام المهدي عليه السلام، فعلى الأب أنْ يرفد البيت بما يحتاجه من كتب ومجلات وصوتيات ومرئيات تنمي العقيدة المهدوية، وعلى الأُم أنْ تستغل أوقاتها بزرع الثقافة المهدوية في أولادها. - وحيث أنّ الاطفال يميلون الى الترفيه أكثر من الانضباط، ينبغي على الأب والأم أنْ يتفننا في طرح القضية المهدوية من خلال إقامة المسابقات، وتقديم الجوائز والحوافز ازاء حفظ معلومة مهدوية أو قراءة كتاب في الصدد نفسه. - وعلى الأب والأم أنْ يراقبا الإعلام داخل البيت، ويضبطاه على ما ينفع الأولاد ولا يضر بعقيدتهم، فإنّ للإعلام طرقًا مشوقة ومنمقة في عرض ما يريد، فينبغي الحذر من سمومه المدسوسة بالعسل. - وبعد هذا سنفهم سبب تأكيد بعض الروايات على دور المرأة في دولة الإمام المهدي عليه السلام، ففي الوقت الذي تذكر الرواية أنّ المجتمع سيؤتى الحكمة. تؤكّد أيضًا دور المرأة في ذلك المجتمع، وانّها ستكون عالمة بالقرآن والسنّة، تحكم فيهما في بيتها. وذكر هذا الدور للمرأة عقيب ذكر إتيان الحكمة للمجتمع يشير إلى أنّ لها وللأسرة دورًا مهمًا في وصول المجتمع الى تلك المرحلة، مرحلة الحكمة. جاء في (بحار الأنوار) أنّ أبا جعفر عليه السلام قال: (وتؤتون الحكمة في زمانه، حتى أنّ المرأة لتقضي في بيتها بكتاب الله تعالى. وسنّة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم) وتتبادر الى الأذهان تساؤلات منها، كيف أعرّف أولادي إمام زمانهم عجل الله تعالى فرجه الشريف؟ كيف أربّيهم على علاقةٍ متينةٍ به ليكون قدوتهم؟ كيف أربّيهم ليمهّدوا له؟ والأهمّ، كيف أربّيهم لينصروه في غيبته وفي ظهوره؟ وما الطرق الكفيلة بتحقيق ذلك؟!...". هي بعض تساؤلاتٍ تشغل بالَ الآباء والامهات وتُربكهم أمام اعتقادهم وإيمانهم بضرورة التمهيد له.. فكيف السبيل إلى ذلك، بين ما نؤمن به، وبين الطريق الصحيح لتطبيقه؟ فأبناؤنا فرصة لبناء عهدٍ مع الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف. الأسرة.. المربّي الأوّل ممّا لا شكّ فيه أنّ علاقة الأطفال بالله تعالى هي فطريّة لا تحتاج إلى الكثير من الجهود، بل تحتاج إلى رعاية، وتوجيه، ومواكبة، غير أنّ تربيتهم على العلاقة مع المعصوم عليه السلام تتحقّق من خلال المعرفة والحبّ بغضّ النظر عن أيّ منهما يأتي أولًا، إذ إنّ الحبّ يؤدّي إلى المعرفة والمعرفة تثمر حبّا، لكن ما قد يعدّ شائكًا بالنسبة للبعض هو كيف يمكن أن نربط الطفل بشخصيّة المعصوم عليه السلام عامّة، وإمام الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف المفترض الطاعة خاصّة؟ من هنا، يبرز الدور الكبير للوالدين؛ لكونهما المصدر الأساسي للتزويد بالحبّ والمعرفة، كما بالتنشئة الفكريّة، والعقائديّة، والثقافيّة، وغيرها. ومن الضروريّ جدًّا أن يتعرّف الآباء إلى خصائص كلّ مرحلة عمريّة، ومراعاتها، علمًا أنّ المفاهيم المجرّدة، لاسيّما الروحيّة منها، كحبّ الله تعالى، والارتباط بالمعصوم عليه السلام عامّة، والإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف خاصّة، وتبنّي مواقف الخير ومقت الشرّ وأتباعه، ومعايشة مفاهيم الكرامة، والعزّة، والتضحية، والصّدق، والأمانة، كلّها يتلقّاها الطفل عن طريق المحاكاة أنموذجًا. إنّ الأسرة تتفرّد ببعض الأدوار والمهامّ الخاصّة. وفي هذا السياق، نقدّم الاقتراحات الآتية: 1- صدق المشاعر: على الوالدين أن يعيشا حالة من المشاعر الصادقة تجاه الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف، حيث إنّه لا يمكن أن تُحقِّق كل توجيهاتهما أو تصرّفاتهما باتجاه الأبناء ثمارها إلّا بمقدار الشفافيّة التي يتمتّعان بها، ومدى الرسوخ العقائديّ وثبات المواقف والأفعال. 2- قول يتبعه عمل: ينبغي للوالدين عند حديثهما عن الإمام عجل الله فرجه ألّا يقدما الصورة السلبية المشوهة عن الدين وذلك من خلال تصرفاتهما اليومية، فالتناقض ما بين السلوك والفكرة يشوش ذهن المتلقي. 3- دور ريادي للمدرسة: لكي يتمكن الوالدان من تحقيق الارتباط السليم بين الأبناء وصاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه لابد لهما من الاختيار السليم للمدرسة التي ينبغي أن تقوم بدور ريادي في تثبيت حضوره عجل الله فرجه في أذهان الطلاب ووجدانهم وذلك من خلال البرامج المنهجية واللامنهجية والأنشطة الخاصة والعامة والتي من شأنها أن توحد الجهود المبذولة مع الأسرة وتقرب لغة الخطاب معهم.
الأرشيف الإذاعي
في هذا القسم تجد جميع تفاصيل الأرشيف الإذاعي والبرامج المنجزة.