تفاصيل الحلقة

الحلقة الثامنة: زهد ووفاء

1445
مشاركة الحلقة
image

إعداد: آيات الياسري تقديم: هند الفتلاوي المونتاج الإذاعي: زينب عدنان دار محور هذه الحلقة بحديث عن مقطع من الزيارة// فَنَفْسِي مُؤْمِنَةٌ بِاللهِ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَبِرَسُولِهِ وَبِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَبِكُمْ يا مَوْلايَ، أَوَّلِكُمْ وَآخِرِكُمْ، وَنُصْرَتِي مُعَدَّةٌ لَكُمْ، وَمَوَدَّتِي خالِصَةٌ لَكُمْ، آمِينَ آمِينَ مقطع من دعاء الندبة// ((بَعْدَ أَنْ شَرَطْتَ عَلَيْهِمُ الزُّهْدَ فِي دَرَجاتِ هذِهِ الدُّنيا الدَّنِيَّةِ وَزُخْرُفِها وَزِبْرجِها، فَشَرَطُوا لَكَ ذلِكَ وَعَلِمْتَ مِنْهُمُ الوَفاءَ بِهِ فَقَبِلْتَهُمْ وَقَرَّبْتَهُمْ وَقَدَّمْتَ لَهُمُ الذِّكْرَ العَلِيَّ وَالثَّناءَ الجَلِيَّ)) تتحدث هذه الفقرة من دعاء الندبة عن جملة من المطالب ذات أبعاد مختلفة منها ذات جانب أخلاقي: وفيه تتحدث عن فضيلة الزهد والوفاء بالعهد وعن الرؤية الإلهية للدنيا وأن هذه الدنيا الموصوفة بأنها أدنى مراتب الوجود تمتاز بظاهر جميل براق مزخرف جذاب، يأخذ بالألباب ويصرف الإنسان عن باطنها الدنيء الذي يبعد المؤمن عن القرب الإلهي فيما لو اتخذها مستقرًا، وانطلق منها لتحقيق الأهداف الضيقة، فهذه الجواذب تبعد الإنسان عن هدفه الأسمى وهو السمو الروحي والتعالي على زخرف وزبرج الدنيا اما الجنبة الاخرى فيذكر فيها عالم الذر حيث تتحدث هذه الفقرة عن عالم الذر والمشارطة مع الله سبحانه وتعالى قبل خلق الكون والمشار إليه في قوله تعالى: ((وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا)) سورة الأعراف/الآية ١٧٢ ترشدنا هذه الفقرة إلى تلك الحقيقة المعرفية التي يجب الإيمان بها من أن ما ناله محمد وآل محمد وغيرهم من الرسل والأنبياء والعلماء وما رأيناه وسنراه من فضائل وكرامات إنما هو نتيجة لتلك المشارطة الملكوتية الإلهية التي حصل فيها اتفاق بين الذوات المقدسة بالتنازل عن هذه الدنيا وكل ما فيها من أجل دين الله ومن أجل الأخذ بالناس إلى الهداية. أما الجنبة العقائدية في هذه الفقرة فقد تحدثت عن علم الله سبحانه وتعالى الكامل الشامل لكل شيء، حيث يعكس لنا مقطعًا عقائديًا في غاية الروعة في تصويره لعلمه سبحانه بالوفاء لأهل البيت (عليهم السلام) والرسل والأنبياء (عليهم السلام) بما شرطوا وعاهدوه تعالى...