إعداد: عهود العارضي تقديم: سهام الربيعي المونتاج الإذاعي: علا نعمة الفقرة الأولى / لغة الضاد (القصة القصيرة في اللغة العربية) القصة هي سرد لمجموعة من الأحداث سواء أكان بالطريقة النثرية أم بالطريقة الشعرية، وذلك بغية عدة أهداف منها تثقيف السامعين أو إمتاعهم أو أخذ العبرة والعظة، ودائمًا ما ترتكز القصة على مجموعة من الشخصيات التي تقدر على تحريك الأحداث والسير فيها علوًا وهبوطًا حتى الوصول إلى الحبكة ومن ثم النهاية، وتكمن مهمة القاص في نقل القارئ من واقعه الذي يعيش فيه إلى أحداث القصة؛ حيث يكون واحدًا من شخوصها، وقد نشأت القصة في البداية على شكل أخبار تناقلها العرب فيما بينهم على شكل قصة، ثم مرت القصة في الأدب العربي القديم بمجموعة من التطورات، ومن أهمها القصة النثرية الشعبية إذ كانت القصة في العصر الجاهلي من أجل الترفيه والمتعة والتسلية، ثم تطوّرت القصة النثرية لتكون قصة شعرية، وفيها يحكي الشاعر عن قصة كاملة بمجموعة من الأبيات التي يُطرزها حتى تكون غاية في الجمال ولكن دون أن يتطرق إلى عناصر القصة الصحيحة. الفقرة2/ شذرات من لغتي (أحسن القصص) قال تعالى: (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ) (يوسف/ 3). فماذا كنت من أحسن القصص بوصف الباري عزَّ وجلّ، لأنها أوّل سورة تنزل كاملة.. أوّل قصة تُحْكَى بكاملها وبالتفصيل في سورة واحدة.. إنه لشيء عجيب! لو نظرنا إلى سورة أخرى لوجدنا فيها مقتطفات من القصص، هنا من قصة النبي إبراهيم (ع).. وهنا من قصة النبي هود (ع).. وهكذا، لكن لأوّل مرة تأتي قصة كاملة من أولها لآخرها، وهنا نسأل: على الرغم من أن قصة النبي إبراهيم... النبي إسماعيل.. النبي موسى مع فرعون، كل تلك القصص موجودة بالقرآن.. فلماذا هذه القصة بالذات هي أحسن القصص؟ لأنها القصة الوحيدة في القرآن الكريم التي جمعت الحِكَمْ، العِبَرْ، والعِظَات التي يحتاجها المسلم في دنياه وأخراه ...