تفاصيل الحلقة

الحلقة الثانية عشرة: حق الكبير

20ذو الحجة1445
مشاركة الحلقة
image

إعداد: آيات الياسري. تقديم: وفاء الياسري. الإخراج الإذاعي: رسل باسم. الضيفة: الطبيبة زهراء خليل إبراهيم - أستاذة عقائد في مدارس الكفيل الدينية النسوية - بابل. دار محور هذه الحلقة حول حق الكبير أمّا حَقُّ الكبيرِ فَإنَّ حَقَّهُ تَوقِيرُ سِنِّهِ وَإجْلالِ إسْلامِهِ إذَا كَانَ مِنْ أَهْلِ الْفَضلِ فِي الإسْلامِ بتَقْدِيمِهِ فِيهِ وتَرْكِ مُقَابَلَتِهِ عِنْدَ الْخِصَــــــــــامِ ولا تَسْبقْهُ إلَى طَرِيقٍ، ولا تَؤُمَّهُ فِي طـرِيقٍ ولا تَسْـــــــتَجْهِلْهُ. وَإنْ جَهِلَ عَلَيْكَ تحَمَّلْتَ وَأَكْرَمتَهُ بحَقِّ إسْلامِهِ مَعَ سِنِّهِ فَإنّمَـــــــا حَقُّ السِّنِّ بقَدْرِ الإسْلامِ. ولا قُوَّةَ إلا باللهِ. يُعد الإسلام دينًا إنسانيًّا يحترم الإنسان، ويحفظ كرامته صغيرًا وكبيرًا وفي جميع مراحل حياته، لاسيما في مرحلة الكبر من حيث توقيره واحترامه والإحسان والعطف عليه، لما لهم من فضل في السبق في الوجود ويُعدّ الضعف صفة ظاهرة في هذه المرحلة، ويكون الإنسان فيها أحوج إلى المُساعدة والاهتمام من غيرها من مراحل حياته؛ ولذلك جاءت كثير من الأدلّة الشرعيّة التي تدُلّ على الاهتمام بالكبير ابتداءً من الإحسان إلى الوالدين، وكبار السن سواءً كانوا رجالاً أو نساءً، والعطف على الضُعفاء منهم، ومُساعدة المُحتاجين وغيرهم ضمن هذا السياق. 1. كما نعلم أن الحقوق الاجتماعية في الشريعة الإسلامية متعددة بتعدد الزوايا المنظور منها لصاحب الحق، كزاوية الأخ أو الصاحب أو الجار وكما أشرنا لبعضها في الحلقات السابقة وفي هذا المقطع والمقطع الذي يليه من رسالة الحقوق يتحدث الإمام (عليه السلام) عن الحق بالنظر إليه من زاوية السن. فهناك حق للكبير يقابله حق للصغير مما يؤكد النظرة الإسلامية المتوازنة التي تهدف إلى إيجاد مجتمع حقوقي يعرف كل منا ما له وما عليه كما في قوله (أمّا حَقُّ الكبيرِ فَإنَّ حَقَّهُ تَوقِيرُ سِنِّهِ). 2. طبقًا لأبحاث علمية تثبت أن كبار السن بحاجة إلى معاملة خاصة من الأفراد الأصغر سنًا وذلك بسبب التغيرات الفسيولوجية والنفسية التي تطرأ على هذه الفئة العمرية. وتضمنت هذه الحلقة عدد من التساؤلات التي ناقشناها مع الضيفة الكريمة وأوجزناها بالتالي: ما يجعلهم يمتازون بدرجة عالية من الحساسية أثناء تعاملهم مع من هم حولهم ففي بعض الأحيان يصرون على شيء مؤكد الخطأ، كيف يمكن التعامل مع هذه الجنبة لاسيما إذا كانت جنبة دينية طبقا لقول الإمام عليه السلام (وَإجْلالِ إسْلامِهِ إذَا كَانَ مِنْ أَهْلِ الْفَضلِ فِي الإسْلامِ بتَقْدِيمِهِ فِيهِ وتَرْكِ مُقَابَلَتِهِ عِنْدَ الْخِصَــــــــــامِ)؟ 3. تتضافر الأحاديث الواردة بأن الخير والبركة مع كبار السن، وأن المؤمن لا يزاد في عمره إلا كان إذا خيرًا له، إضافة إلى أن المسن المؤمن له مكانة خاصة، تتمثل في التجاوز عن سيئاته، وشفاعته لأهل بيته لكن قلما يراعى ذلك، نرى البعض يضجر من الكبار لاسيما المقعدين منهم. كيف نزرع ثقافة احترام الكبير عند أطفالنا منذ نعومة اظفارهم ليتسنى لهم حسن معاملة الاكبر منهم سنًا فيما بعد؟ 4. كيف يمكن لنا أن نصل الى قناعة الكبار بأمور مهمة سواء كانت دينية او غيرها لاسيما في الزيارات، إذ نرى البعض من النساء الكبيرات في السن على سبيل المثال قد يخطأن بالوضوء أو الصلاة وبالوقت نفسه قد لا يتقبلن النصح والتنبيه، كيف يمكن التعامل معهن من خلال ما ذكره الإمام عليه السلام: (ولا تَؤُمَّهُ فِي طـرِيقٍ ولا تَسْـــــــتَجْهِلْهُ وَإنْ جَهِلَ عَلَيْكَ تحَمَّلْتَ وَأَكْرَمتَهُ بحَقِّ إسْلامِهِ مَعَ سِنِّهِ فَإنّمَـــــــا حَقُّ السِّنِّ بقَدْرِ الإسْلامِ ولا قُوَّةَ إلا باللهِ) 5. الإنسان ليس بمعصوم يتعرض لهفوات وأخطاء في القول أو الفعل وإن حدث ذلك مع كبار السن كيف يمكن أن نتلافاه سواء كان ذلك الكبير على قيد الحياة أو قد رحل؟ هل هنالك منهجية تصحيح بوادر الإنسان ماديًا أو معنويًا؟