إعداد: وفاء عمر عاشور تقديم: حنان حسين المونتاج الإذاعي: رسل باسم إن الإنفاق بالمال والجهاد فيه من الأمور الصعبة على النفس الشحيحة لأن الإنسان بطبعه يحب المال لقوله تعالى: "وتحبون المال حبًا جمًا" فهو يعلم بخبايا النفس البشرية وميولها، لذلك فإن استخراجه من دائرة اليد والتبرع به ليس بالإمر الهين، ولهذا قد جمع الباري بين هذين اللفظين في الآيات الكريمة التي حثّت على موضوع الجهاد، ويعدّ الجهاد بالمال تعبيرًا دقيقًا لانتماء المؤمن للعالم الإسلامي أينما كان، ومن خلاله نتمكن من تحقيق مبدأ الأخوة في الله، لقوله تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) وهذه الأخوة التي ذكرت في القرآن الكريم تعبير عن عقد عقده الله بين المؤمنين، توجب لهم الإيفاء بها في أنهم يحبون ما يحبون لأنفسهم، ويكرهون له ما يكرهون لأنفسهم، فالمؤمن الحقيقي هو من يتفاعل مع قضايا الإسلام ليس فقط بالفكر والوعي والدعاء، إنما تكون له همة في المساهمة في الجهاد عن طريق ما يملكه من مال، يستطيع من خلاله درء بعض الأخطار عن المؤمنين، فالجهاد بالمال له من الفوائد الجمة والمنفعة الواسعة التي تتخطى به حدود الأرض والمكان، التي يراد الدفاع عنها وعن مقدساتها، سواء أكانت مقدسات عقائدية أم مقدسات مكانية، فالمؤمن الغني يستطيع أن يجاهد بماله وهو جالس في وطنه من أجل مساعدة المؤمنين في أي بقعة من العالم.