تفاصيل الحلقة

الحلقة الثالثة: إرشاد الأسرة في رعاية الأطفال من ذوي الهمم العالية (ذوي الاحتياجات الخاصة)

20 شوال 1446
مشاركة الحلقة
image

إعداد وتقديم: الدكتورة إيمان الموسوي إخراج: هبة قاسم الضيفة: الدكتورة هناء عبد النبي العبادي/ مسؤولة وحدة الإرشاد التربوي في جامعة البصرة تواجه الأسر عند رعاية طفل من ذوي الهمم العالية رحلةً إنسانيةً فريدةً تبدأ من لحظة التشخيص وتمتد عبر مراحل النمو المختلفة، هذه الرحلة تتطلب وعياً شاملاً يجمع بين الفهم النفسي والتربوي والمجتمعي، حيث تمثل الأسرة الحاضن الأول والأكثر تأثيراً في حياة الطفل. تبدأ التحديات مع الصدمة الأولى لاكتشاف الحالة، وهي مرحلة طبيعية تتطلب الدعم النفسي للوالدين لمساعدتهم على تجاوز مشاعر الحزن والقلق نحو مرحلة القبول الإيجابي، هنا ينبغي التركيز على بناء ثقافة أسرية تقوم على التقبل غير المشروط، مع تجنب ردود الفعل السلبية كالإنكار أو الإفراط في الحماية الذي قد يعيق نمو الطفل. على الصعيد التربوي، يتوجب على الأسرة السعي للحصول على تشخيص مبكر ودقيق لوضع خطة تنموية شاملة. هذا يشمل اختيار البرامج التعليمية المتخصصة التي تتناسب مع احتياجات الطفل، مع تحقيق توازن مدروس بين توفير بيئة تعليمية خاصة وإتاحة فرص للتفاعل الاجتماعي البناء. كما يجب ألا تغفل الأسرة عن أهمية التنشئة الشاملة التي تغذي الجوانب الروحية والعاطفية والاجتماعية إلى جانب الجانب الأكاديمي. وفي الإطار المجتمعي، يلعب البحث عن شبكات الدعم دوراً محورياً، سواء عبر الجمعيات المتخصصة أو مجموعات الدعم الأسري أو المراكز التأهيلية، هذه الشبكات توفر للأسرة المعرفة والخبرة والتجارب المشتركة التي تخفف من شعورها بالعزلة، كما أن تمكين الوالدين عبر التثقيف المستمر وتطوير مهارات التعامل مع الحالة الخاصة يعد عاملاً أساسياً في نجاح الرعاية. ختاماً، فإن التعامل مع الطفل من ذوي الهمم العالية ليس مساراً واحداً، بل هو رحلة تتطلب الصبر والحكمة والمرونة. النجاح هنا يُقاس بالتقدم النسبي في إطار القدرات الفردية، مع التركيز على جودة الحياة التي يحققها الطفل. الأسرة الواعية التي توازن بين الرعاية والاستقلالية، بين الدعم والتحدي، تكون قد وضعت أساساً متيناً لمساعدة طفلها على تحقيق أقصى إمكاناته في ظل ظروفه الخاصة.