إعداد وتقديم: سوسن عبد الله إخراج: زينب عدنان الضيفة: د. مريم الياسري تناول الحديث مفهوم الأمان بوصفه حالة نفسية رفيعة، ينبض بها قلب الإنسان، ويتنفس بها الطفل بالخصوص، فهي ليست مجرّد غياب للخوف، بل حضور دائم للطمأنينة والسكينة في محيطه الأسري. إذ يفقد الطفل هذا الشعور حينما يعيش في بيئة يعلوها التوتر، ويفتقر فيها إلى الحنان، أو عندما يُعامل بقسوة أو إهمال، فتتزعزع نفسه، ويضطرب وجدانه، ويخبو فيه الإحساس بالاستقرار. ولعل من أعظم أسباب فقدان الأمان لدى الأبناء هو غياب التواصل العاطفي الحقيقي، أو غلبة أسلوب التوبيخ والعنف، أو شعور الطفل بأنه غير مُحبّب أو غير مُرغَب فيه. وهنا يتجلّى دور الأب والأم بوصفهما السند الروحي والعاطفي، فهما من يُهيّئان المناخ الآمن، بالكلمة الطيبة، والحضن الدافئ، والحضور الدائم الذي لا يخذل ولا يغيب. وحتى وإن انكسر الأمان في لحظة ما، فإن الطفل قادر على استعادته حين يتحول سلوك الأبوين نحو الرفق والاحتواء، فالأمان شعور حيّ، يمكن بعثه من جديد حين يجد الطفل قلبًا ينصت إليه، ويدًا تربت عليه، وحديثًا يشعّ دفئًا وصدقًا. فبيئة الحب والحنان، كفيلة بأن تُرمم ما تصدّع، وتُعيد للطفل روحه المطمئنة، وعينه المليئة بالثقة واليقين.