تفاصيل الحلقة
الحلقة الثانية: التشريع وشهادة المرأة

إعداد: مريم عمران تقديم: ليلى الأسدي المونتاج الإذاعي: دنيا الحميري قد يُثار في هذا السياق تساؤل حول نظرة الإسلام إلى المرأة، ويُظن أحيانًا أن التشريع الإسلامي يحمل شيئًا من الانتقاص من مكانتها أو يوحي بوجود نقص في شخصيتها، كما يُستدل على ذلك من الحكم القاضي بأن شهادة امرأتين تُعادل شهادة رجل واحد. غير أن هذا الفهم ليس دقيقًا، فالتشريع الإسلامي في هذا السياق لا يُشير إلى نقص ذاتي في المستوى العقلي للمرأة، بل يرتبط بما يُعرف بالاحتياط في تحقيق العدالة، تحسّبًا لتأثير العاطفة، التي قد تدفع المرأة إلى الانسياق خلف الأوضاع المأساوية والعاطفية، مما قد يؤدي إلى الإخلال بتوازن الموقف، ومن ثم التأثير في صدق الشهادة. وهذا ما بيّنه القرآن الكريم في الآية المتعلقة بتنظيم الشهادة في المعاملات المالية، حيث يقول تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ … فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَن تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَىٰ". فالآية لا تشير إلى تقليل من شأن المرأة، وإنما إلى طبيعة اختلاف التكوين النفسي والعاطفي بين الرجل والمرأة، بما ينسجم مع العدالة الشرعية التي تراعي الفروق الفطرية وتُنظّمها بما يحفظ الحقوق ويُحقق التوازن المجتمعي.
الأرشيف الإذاعي
في هذا القسم تجد جميع تفاصيل الأرشيف الإذاعي والبرامج المنجزة.