إعداد: مريم عمران تقديم: ليلى الأسدي المونتاج الإذاعي: دنيا الحميري قال تعالى: "وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ...". قد يتساءل الإنسان عن سرّ التأكيد على صلة الأرحام، فيما يريد القرآن أن يوحي به من اهتمامٍ بترسيخها وعدم مقاطعتها، وعدّ ذلك من القيم الإسلامية الأصيلة. وربما يذهب البعض إلى الظن بأن هذا التوجّه في العلاقات الإنسانية قد يفسح المجال لنشوء العصبية العائلية، انطلاقًا مما تمثّله صلة الرحم من خصوصية شرعية ترقى إلى مستوى القيمة الإسلامية الكبيرة. وقد يُخشى أن يؤدي ذلك إلى مزيد من الانغلاق داخل النطاق العائلي الضيق. لكنّ الحقيقة، كما نفهمها من حكمة التشريع الإسلامي، أن المسألة لا تتحرك في هذا الجو، بل تبتعد عنه كليًا، إذ إن صلة الأرحام تأتي ضمن الفكرة الإسلامية التي تخطّط لتعميق العلاقات الإنسانية، وتوسيع دوائرها، والعمل على تطويق الفاعليات السلبية التي قد تنمو في النفس، كالحقد، والقطيعة، والأنانية.