إعداد: وفاء عمر عاشور تقديم: حنان حسين المونتاج الإذاعي: رسل باسم من حِكمة الله تعالى على عباده، أن يبتليهم ببعض البلايا التي يُؤجَرون عليها، علينا أن نعلم أن البلاء يصيب المؤمن والكافر، والبرّ والفاجر، ولا يخلو منه أحد، لأن الابتلاءات من طبيعة الحياة البشرية. ومن هذه الابتلاءات التي قد تُصيب الإنسان بصورة عامة: فقدان الأمان والاستقرار، أو الضيق في الأموال، أو الإصابة ببعض الأمراض، وغيرها من متاعب الحياة المختلفة. وقد نطق القرآن الكريم بهذه الحقيقة، في قوله تعالى: "وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ". وقد قصّ علينا القرآن الكريم نبذةً من سيرة نبيّ الله أيوب (عليه السلام)، وما تعرّض له من أنواع المحن والشدائد، فبقي صابرًا محتسبًا، وكل ذلك في عين الله ورضاه، لقد ضرب لنا مثالًا يُحتذى به في الصبر واليقين، لجميع المسلمين. ومن المعلوم أن الإنسان لا يخلو من الوقوع في محنة المرض، سواء كان مرضًا قصير أو طويل الأمد. وللمرض صورتان إحداهما ظاهرة، وهي ما يشعر به الإنسان من ألمٍ وضعف ووهن، والأخرى باطنة، وهي تلك التي تكتنزها الروح الإيمانية للنفس المؤمنة؛ إذ يصبح الإنسان أقرب إلى الله تعالى، ويُكثر من الدعاء والتضرّع، راجيًا رفع البلاء، وصابرًا على ما أبتُلي به.