إعداد: منال الخزرجي تقديم : فاطمة المدني الإخراج الإذاعي: فادية شوقي الضيفة: منال الخزرجي تناولت الحلقة موضوع الغضب كقوة فطرية مغروسة في الإنسان، موضّحة الفرق بين الغضب الممدوح الذي يُعبّر عن غيرة على الدين والمبدأ، والغضب المذموم الناتج عن دوافع شخصية وتفاهات دنيوية. أكدت الحلقة أن الإسلام لا يُنكر الغضب، بل يهذّبه ويوجّهه، مشيرة إلى أن الغضب لله من أعظم صفات المؤمن، كما في قوله تعالى: ﴿أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ﴾. استعرضت الحلقة الغضب في يوم عاشوراء، كما ورد عن الإمام الحسين (عليه السلام) حين عبّر عن غضب الله تجاه من تجرأ على قتل ابن بنت نبيهم، مُظهرًا ثورته لله دون أن يشوبها انفعال شخصي، وأشارت إلى أن تبلد الحس تجاه المقدسات، وانفعال المسلمين في غير موضعه، كان من أسباب التراجع والانهيار الأخلاقي في المجتمعات المعاصرة. ردّت الحلقة على شبهة تتعلق بانفعالات الإمام الحسين والسيدة زينب (عليهما السلام)، مبيّنة أن إظهار المشاعر لا ينافي الصبر، بل يُجسّد الصبر الجميل كما جاء في قصة نبي الله يعقوب عليه السلام، مؤكدة أن كتمان الحزن لا يعني غياب الألم، بل ضبطه وتوجيهه. كما ناقشت الحلقة الطرق المعاصرة للتنفيس عن الغضب، مبيّنة أن بعض الوسائل كالضرب والصراخ العشوائي لا تعالج الغضب بل تُفرّغه بلا وعي، وأن الطريق الإيماني في تهذيب الغضب يقوم على التوازن، والتوجه إلى الله، وضبط النفس دون إيذاء للنفس أو الآخرين. واختُتمت الحلقة بعرض مواقف من غضب النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام، وكيف كانوا يغضبون للحق، دون أن يخرجهم الغضب عن حلمهم وعدلهم، فكان غضبهم وجهًا من وجوه الرحمة والوعي الرسالي.