إعداد وتقديم: هند الفتلاوي المونتاج الإذاعي: زينب عدنان هناك حيث سكنت الرمال دماء الطهر، وحيث شهدت السماء أشلاء الوتر المَوتور، حين هدأ صهيل الخيول، وسكنت السيوف بعد أن شربت من دم الحسين (عليه السلام)، اقترب زين العابدين (عليه السلام) متكئًا على وجعه، حاملًا بثقله إرث النبوة وشرف الدفن المُرّ. وقف وحيدًا، يهيئ التراب ليحتضن أعظم جسد سُفك على رمضاء كربلاء. اقترب من الجسد الشريف: لا رأس له، لا خنصر، جسد قطعته السيوف، وخيول بني أمية لم تُبقِ فيه موضعًا إلا داسته، لكنه ما زال يشع نورًا، كأنه لم يُذبح، بل عَرَج إلى الله، محمّلًا بكل عطر السماء.