إعداد: فاطمة نجاح تقديم: وفاء الياسري الإخراج الإذاعي: زينب قاسم الضيفة: المبلغه بشرى الشويلي/ استاذه لمادة السيرة باللغة الإنكليزية في العتبة العباسية بيّنت هذه الحلقة مشهدًا من أسمى مشاهد كربلاء، حين جمع الإمام الحسين (عليه السلام) بين دموع العمّ المفجوع، وصلابة القائد الواعي، وهو يودّع ابن أخيه القاسم الذي اندفع نحو الشهادة بعزيمة لا تعرف الخوف، لم تكن التضحية في كربلاء خيارًا عاطفيًا، بل كانت ضرورة أخلاقية وإيمانية، تتجاوز روابط الدم، وتُعلي من شأن الرسالة على حساب الألم. في لحظة وداع القاسم، تجلّت عظمة الإمام الحسين (عليه السلام)، إذ كبَح مشاعر الفقد، واحتضن الفتى وهو يدفعه نحو ميدان الشرف، تلك اللحظة كانت تجسيدًا لقدرة الإنسان على تجاوز ألمه الشخصي في سبيل الحق، فصارت منارة تُضيء دروب الثبات لكل من يواجه الطغيان. وفي شجاعة القاسم (عليه السلام)، رسالة خالدة بأن البطولة لا تُقاس بعمر أو حجم، بل بإرادةٍ متشبعة بالإيمان، وعقيدةٍ لا تُهزم، لقد واجه القاسم (عليه السلام) جحافل الباطل بثبات مدهش، فأربك صفوفهم، وذكّرهم بأن إرادة الحق لا تُقهر، حتى في قلوب أصغر أتباع الحسين (عليه السلام). لقد خلّد القاسم (عليه السلام) اسمه في سجلّ الخالدين، وصار مثالًا للوعي المبكّر، والشجاعة النابعة من يقين راسخ، فكان صمته أبلغ من صراخ الأعداء، ودمه بيانًا لا يُمحى من تاريخ كربلاء.