تفاصيل الحلقة

الحلقة الرابعة: التكفير عن السيئات

22 ربيع الأول 1447هـ
مشاركة الحلقة
image

إعداد: منال الخزرجي تقديم: هند الفتلاوي إخراج: خديجة الموسوي التكفير هو من أعظم أبواب رحمة الله تعالى بعباده، قال سبحانه: ﴿إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا﴾، وقد جعل الله للعبد سبلًا يتخلص بها من الذنوب وتبعاتها، فالتكفير هو محو الذنوب أو سقوط عقوباتها بالحسنات، وقد ورد في القرآن الكريم والأحاديث الشريفة بأسباب متعددة، منها الإيمان بالله وما يستلزمه من إخلاص وتوحيد، ومنها الأعمال الصالحة التي ترفع الدرجات وتمحو السيئات، ومنها التوبة الصادقة التي تزيل آثار الذنب وتفتح باب القبول، ومنها اجتناب الكبائر الذي يجبر التقصير في الصغائر، ومنها الصدقة سرًا التي تطفئ غضب الرب وتستر العيب، ومنها الجهاد في سبيل الله الذي يكفر الخطايا ويرفع شأن المجاهدين، ومنها العبادة الخالصة التي تهذب الروح وتغسل القلب، كما وردت أسباب أخرى في الروايات الشريفة كتأثير الشفاعة في محو الذنوب، وزيارة الإمام الحسين (عليه السلام) التي تردّ العبد كيوم ولدته أمه، وتلاوة القرآن التي تضيء القلب وتغسل الأوزار، وصلاة الليل التي ترفع العبد إلى مقام العارفين وتكفر عنه السيئات. وقد بيّن القرآن الكريم مراتب التكفير فتارة يغفر بعض الذنوب ويستثني بعضًا، وتارة يغفر جميع الذنوب مهما عظمت، وتارة يمحو الذنوب مع آثارها فلا يبقى لها أثر، وتارة يبدل السيئات حسنات فتتحول الظلمة إلى نور، وقد بيّنت النصوص أن للبلاء دورًا في تكفير الخطايا إذا صبر العبد واحتسب، فالمصائب تمحو الذنوب وتطهّر النفس، غير أن بعض الذنوب لا تكفرها الأعمال الصالحة مهما كثرت، لأنها تتعلق بحقوق العباد أو لأنها من الكبائر التي تحتاج إلى توبة خاصة وردّ الحقوق، ومن هنا ذهب الإمامية والأشاعرة إلى أن التكفير يختص بما ورد به النص، بينما رأى المعتزلة أنه يشمل جميع الذنوب، وهذا مخالف لصريح بعض الآيات التي دلّت على الجزاء المستقل لكل حسنة وسيئة.