إعداد: زينب رستم تقديم: سوزان الشمري المونتاج الإذاعي: دنيا الحميري الفضول في الأسرة سلوك فطريّ قد يكون إيجابيًا إذا وُجّه بالشكل الصحيح، وسلبيًا إن تجاوز حدوده، فالأسرة في مجتمعنا العربي الإسلامي تقوم على ركنيها الأساسيين: الأب والأم، ولكلٍّ منهما الحق في متابعة شؤون الأبناء والإشراف على تربيتهم وتفاصيل حياتهم اليومية، إذ يسهم هذا الفضول التربوي في بناء شخصية الأبناء واكتشاف خصالهم ومواطن القوة والضعف لديهم، كما أن الفضول الأسري الإيجابي يجعل أفراد الأسرة أكثر مرونة وتفهماً لبعضهم، ويساعدهم على إدارة مشاعرهم والتعامل مع المواقف العصيبة بعقلانية واتزان، وتشير الحلقة إلى أهمية فضول الأم الإيجابي تجاه ابنتها وصديقاتها، بما يعزز الثقة والتوجيه الأخلاقي السليم في جو من المحبة والاحترام، أما فضول الأبناء تجاه والديهم فهو سلاح ذو حدين، إذ يمكن أن يعزز الشعور بالمسؤولية والثقة بالنفس إن كان نابعًا من تربية سليمة، أو يتحول إلى تجاوز وتقليل من مكانة الوالدين إذا لم يُضبط بآداب التعامل، وتؤكد الحلقة على دور الأم المحوري في ترسيخ التفاهم الأسري عبر التدخل الوقائي والعلاجي، فهي مصدر الأمان وركيزة الاستقرار داخل البيت، كما تحذر من تدخل الغرباء في شؤون الأسرة تحت ذريعة النصح، لما لذلك من آثار سلبية تزيد الخلافات وتضعف الروابط الأسرية، ولتجنب ذلك، يجب التمييز بين الاستشارة والتدخل، وعدم نقل المشكلات خارج نطاق الأسرة، مع اللجوء لأهل الحكمة والدين عند الحاجة، والتروي في تبني الآراء حتى تُحلّ الخلافات بحكمة تحفظ المودة والسكينة بين أفراد الأسرة.