إعداد: زينب رستم تقديم: سوزان الشمري المونتاج الإذاعي: دنيا الحميري الفضول بين الأصدقاء سلوك إنساني فطريّ يسهم في بناء العلاقات وتقويتها متى ما وُجِّه بصورة إيجابية، ففي بدايات الصداقة يكون الفضول حاضرًا يدفعنا للتعرّف على الآخرين وفهم شخصياتهم، لكنه مع مرور الوقت قد يتراجع فنفقد الرغبة في الاستكشاف والتقارب. ويُعدّ الفضول من أنجح الوسائل لحل الخلافات، إذ يدفعنا إلى الفهم بدلًا من الجدال، ويمنحنا القدرة على طرح الأسئلة بدل إصدار الأحكام. ومن الوسائل العملية لتعزيزه اعتماد شعارات تحفّز على الانفتاح مثل (ابقَ فضوليًا) أو (الفضول كرم)، وطرح الأسئلة المفتوحة التي تعبّر عن التعاطف وتدعو الطرف الآخر للتعبير عن ذاته بحرية، كذلك يُنصح بالدخول في كل محادثة بروح المتعلّم لا بروح المُجادل، والإنصات الفعّال لتجارب الصديقات وتقبّل آرائهن دون تسرّع أو انتقاد، فذلك يعزز التواصل ويعمّق التفاهم. وتشير الأبحاث إلى أن الفضول الصادق تجاه الآخرين هو وسيلة لبناء روابط إنسانية متينة، إذ يقلّل من العدوانية ويقوّي القدرة على الحوار والتسامح، كما يرتبط بالتفكير الإيجابي وروح الدعابة والانفتاح الذهني، غير أن للفضول وجهًا سلبيًا حين يتجاوز حدوده فيتحول إلى تطفل وتدخل في خصوصيات الآخرين، فيفقد الصديق احترامه ويهدم العلاقة القائمة على الثقة، فلكل إنسان مساحته الخاصة التي ينبغي احترامها، لأن الصداقة الحقيقية تُبنى على الوعي والاحترام، لا على الإلحاح في معرفة ما لا ينبغي معرفته.