إعداد: زينب رستم تقديم: زهراء فوزي المونتاج الإذاعي: آلاء السعدي الفراغ الفكري هو حالة من خلو العقل من الغاية والمعرفة، ويجعل صاحبه عرضة لأي فكر طارئ بلا تمييز وبعيدًا عن الوعي والهدف، إذ يقترن ذلك بغياب الطموح وعدم إدراك الإنسان لطاقاته وقدراته، فينشأ التشتت وتتولد الأفكار السلبية وتضيع الفرص، ويُلاحظ اليوم أن كثيرًا من الأفراد يعيشون هذا الفراغ بسبب غياب الرؤية وتراخي الإرادة والاكتفاء باللوم والحظ السيئ ذريعةً لتبرير الفشل، ومن أبرز جذور الفراغ الفكري ضعف التوجيه الأسري وغياب الأسس التربوية السليمة في ظل إفراط المعلومات وتنوع المؤثرات، إضافة إلى التربية القائمة على اللهو الخالي من البناء القيمي والعلمي مما يقود صاحبه للعبث وضياع الوقت، كما يسهم سوء اختيار القدوة والانبهار بنماذج سطحية في إضعاف الفكر وإبعاد الشباب عن القدوات الحقيقية من أهل الحكمة والسمو. تبرز هذه الحلقة الحاجة إلى معالجة هذا الفراغ عبر الرفقة الصالحة والأنشطة الهادفة وحسن استثمار التكنولوجيا والوقت في سبيل تنمية الذات، إلى جانب تعزيز الإيمان الذي ينهض بالهمم ويمنح الروح طاقة معرفية تعيد التوازن والبصيرة، وتؤكد الرؤى التربوية أن التفكير الإيجابي وصناعة الوعي عبر النقد البنّاء وتبادل الآراء يثري العقل ويرتقي بسلوك الإنسان نحو النضج، كما يمنح الإسناد الفكري الثابت الفرد مناعة أمام المؤثرات المنحرفة ويجعله منفتحا على الثقافات بوعي ورسوخ، وفي الختام نرجو أن تكون هذه الحلقة قد أثرت فكركن وألهمتكن سبيلًا نحو الوعي والبناء.