تفاصيل الحلقة

الحلقة الحادية عشرة: العفّة عن التعالي والتكبّر على الآخرين

1447هـ
مشاركة الحلقة
image

إعداد: وفاء عمر عاشور تقديم: دعاء عباس المونتاج الإذاعي: آلاء السعدي العفّة خلق رفيع يسمو بالنفس ويطهّرها من آفات الكِبر والفوقية، إذ إن العفّة عن التعالي من شيم النفوس المؤمنة التي تدرك أن التفاضل بين الناس إنما يكون بالتقوى والعمل الصالح، فالتكبّر خُلُقٌ مذموم، ارتبط بأوّل عصيانٍ في التاريخ حين استكبر إبليس على أمر ربّه، كما أنّ فقدان عفّة النفس عن التواضع ينشأ غالبًا من شعور بالنقص أو قلة الثقة، فيدفع الإنسان إلى التظاهر بالفوقية لتعويض ما يعانيه داخليًا، وقد يكون نتاج مدحٍ مفرط أو جاهٍ أو مالٍ أو علمٍ يورث صاحبه غرورًا إن لم يزكِ نفسه، وفي زمننا هذا نرى أن من يُرفَع شأنهم في مواقع التواصل هم بلا قيمةٍ حقيقية سوى المظاهر الفارغة، فيتناسى البعض أن الغرور كان سبب هلاك طغاة عظماء كفرعون الذي لم يزده ملكه إلا طغيانًا حتى أغرقه الله وجعله عبرة، وعلى النقيض يتجلى نور التواضع في سيرة خاتم الأنبياء محمد (صلّى الله عليه وآله) الذي قال: “من تواضع لله رفعه”، وكان يقوم بأعماله بنفسه تواضعًا بين أصحابه، ومن صور التواضع التي دلّ عليها الشرع خفض الجناح للوالدين والاعتراف بفضلهما العظيم، فالمؤمن الحقّ لا يتكبّر على أحد، بل يعامل الخلق برحمةٍ ورفقٍ واحترام، ويستشعر قدرة الله وعظمته فينحني تواضعًا لا ضعفًا. تبيّن هذه الحلقة أن التواضع رفعة في الدنيا والآخرة، وباب لمحبة الناس ورضا الله تعالى، وختامًا نسأل الله أن يرزقنا وإياكن تواضع الصالحين، وأن يُطهّر نفوسنا من الكبر والغرور، ويجعلنا ممن يسمعون القول فيتّبعون أحسنه.