تفاصيل الحلقة

الحلقة الحادية عشر: أخلاقيات تقديم المعروف إلى الآخرين

14 جمادي الأول 1443
مشاركة الحلقة
image

إعداد: آلاء طعمة. تقديم: سوسن عبد الله. المونتاج الاذاعي: خديجة الموسوي. قال أمير المؤمنين عليه السلام: "أحيوا المعروف بإماتته، فإن المنّة تهدم الصنيعة"، يؤكد أمير المؤمنين عليه السلام على شرط من شروط خدمة الناس وهو عدم المنّة كاشفاً عن وجود نوعين من المعروف أحدهما ميت والآخر حي والأول ما يتبعه صاحبه بالمنّ والأذى، والتفاخر وإظهار أنه صاحب النعمة على المحتاج، والثاني ما ينسى صاحبه إنه قام به ولا يظهر على الآخرين بثوب العلو وصاحب العطايا، ويد الإغداق، بل يحرص ويدأب على عدم معرفة أحد بأنه قدّم خدمات لأخيه أو جاره، ولا يكثر الحديث مع نفسه في هذا الشأن، بل يتناسى ويذكر معروف الآخرين معه كما أوصاه سيد الأوصياء عليه السلام في قوله: "إذا صنع إليك معروف فاذكر، إذا صنعت معروفاً فانسه، فالذي نستفيده هنا أن علينا حينما نقدّم مساعدات ونقوم بواجب الخدمات أن نراعي شعور الآخر ونلتزم بآداب الخدمة، فإذا تبّرع أحدنا لآخر بمبلغ من المال كي يصرفه في نفقة تعليم أولاده وتسديد الأقساط المدرسية المتوجبة عليه، لا يسوغ له كلما رآه في مكان أن يقول له: "أنا الذي علّمت أولادك ولولاي لكان أبناؤك أميّين والفضل كله لي" . فالذي ينبغي أن يستصغر المعطي عطيته والخادم خدمته ليعظم عند اللَّه وإن استعظمها صغرت عند اللَّه. اضافة الى ضرورة إتمام الخدمة فجاء في الحديث: " جمال المعروف إتمامه، فقد يقوم الإنسان بمعروف مع أخيه لكنه لا يكمله بل يتركه ناقصاً نتيجة تضجره أو عدم صبره إلى نهاية الطريق معه سيما إذا كان هذا المعروف يحتاج إلى صرف وقت طويل وقد يكون مثابراً ومتحملاً حتى اتمام معروفه على أحسن وجه وأجمل صورة فلا يهدأ له بال حتى ينجزه كاملاً ويرى أخاه مرتاحاً لقضاء حاجته ووصوله إلى مرامه المأمول وهذا هو المطلوب لأن اتمام المعروف ليس أقل أهمية من ابتدائه والمبادرة إليه، بل على العكس الاتمام أفضل، وكما ينبغي اتمام الخدة كذلك لابد من تعجيلها، حيث لا يليق التباطؤ في تقديم الخدمة للإخوان وينبغي التعجيل بالخدمة كما ورد في حديث مولانا الصادق عليه السلام المتقدم: "رأيت المعروف لا يصلح إلا بثلاث خلال: تصغيره وتستيره وتعجيله"، وقد ورد أن كمال العطية تعجيلها ذلك أن تأخير الحاجة عن وقتها بفوت بهجة تحصيلها ولذا ورد: "وتعجيلها لتهنى‏ء".