تفاصيل الحلقة
الحلقة التاسعة: الإصغاء مع التكنلوجيا الحديثة

إعداد: زينب رستم تقديم: حنان حسين المونتاج الإذاعي: رسل باسم محور الحلقة (الإصغاء مع التكنولوجيا الحديثة) بسم الله الذي ما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولاحبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين. نعلم أن التكنولوجيا عالم غير محدود وغير متناهٍ، فكيف سيرتحل بين وديانه الإصغاء تعالوا معنا لنتعرف على كل ذلك. عندما يكون الإصغاء موجهًا بشكله الصحيح حين نستخدم التكنولوجيا الحديثة لاسيما الهواتف الذكية والألواح سيجري في واديه المطلوب، ويصب في المصب المحدد أيضًا، لكن يحدث التفرّع والتشتت حين تتفرع المنابع والوديان. إذن سلسلة الإصغاء والتي من المفترض أن تتأصل بين حلقاتها الأساسية تتقطع غالبًا بسبب عامل قوي وهو عامل خطير بل يد خفية تحمل كل عتاد يفتك بهذه السلسلة لكن هل يمكن لهذه اليد أن تكون يدًا خضراء تجعل سلسلة الإصغاء متماسكة متنامية ومثمرة لكي نعرف ذلك استمعي لنا عزيزتي الفاضلة.. على كل الأصعدة تكنولوجيا الاتصال هي سلاح ذو حدين في الأسرة وفي العمل والمجتمع ككل وهكذا... فمثلا على مستوى الطفولة؛ يمكن للأم إدراج ألعاب تعليمية في جهاز طفلها الخاص هاتفًا كان أو لوحًا الكترونيًا، توجه إصغاء الطفل الى دروس تعليمية وإلى تطبيقات تنشط وتحفز التواصل باستماع جيد مع الالتزام بالمدة الزمنية المحددة لاستخدامه، شرط ألّا يزيد على وقته المحدد فكل زائد هو أخ للناقص، كذلك الشباب والمراهقون حين يُوجَّه إصغاؤهم خارج أوقات المذاكرة والدوام إلى المنصات الالكترونية التعليمية بشكل منظم، سيعزز ذلك من ترسيخ دروسهم الاعتيادية بل يزيد من ثقافتهم ومداركهم وأفق تطلعاتهم، ومن ثم تقوية مستوى الطلاب التعليمي، ويلفت انتباه أولئك الذين يتشتت تركيزهم في بعض الحصص الدراسية والمحاضرات التعليمية فيتلافون ذلك عند متابعة التطبيقات التعليمية الموجهة، لاسيما في الورش التعليمية وورش الزوم المعقودة بين الطلاب والمعلمين. عزيزتي في بعض الحالات المرصودة لدى أحد المراكز الأسرية هنالك عدد من الأزواج يصعب التواصل بينهما بالحوار المباشر، لكنهما عندما يتحاوران في إحدى التطبيقات الالكترونية على هواتفهم قد يصغي أحدهما إلى الآخر بشكل أفضل من الواقع لعدة أسباب قد يكون أحدها الخجل أو عدم الجرأة الكافية على المواجهة في بعض القضايا، أو بسبب عيشهم مع عائلة أهل الزوج الكبيرة وعدم توافر الأجواء الخاصة بشكل دائم، وكثير من الأسباب من هذا القبيل والتي تحبط الإصغاء الجيد في الحوار، فهذا مقبول نوعًا ما. هنالك عدة أمثلة تبرهن على الناحية الإيجابية للإصغاء باستخدام وسائل التواصل العصرية: فمثلا قد يصعب خروج بعض الأشخاص من المنزل لحضور محافل قرآنية أو أدعية أو محاضرة للاستفتاءات الشرعية أو أعمال دينية في ظروف جوية سيئة كيوم ممطر موحل أو عندما يكون الشخص مصابًا بعارض مرضي ما، لكنه يستطيع أن يستمع لها بل يشارك بها عبر البث المباشر في المحافل التي تبث بمواقع التواصل بشكل آمن وفعال، وعبر تطبيقات الهاتف، وبإصغاء جيد. لكن من الأمور التي تسبب خطرًا على الإصغاء في ظل التكنولوجيا الحديثة اليوم؛ وفي مجتمع يدمن معظمه على مواقع التواصل والأجهزة اللوحية بما فيها ألعاب وتطبيقات للتواصل الاجتماعي، يصعب أن يصغي الطفل إلى أمه أو أبيه أو معلميه، والزوجان إلى بعضهما، والأسرة فيما بين أفرادها ككل وغيرها، ومن الأمثلة على ذلك: الاستخدام غير المنطقي لمواقع التواصل والذي بات اعتياديًا اليوم أن يتحدث أفراد الأسرة الموجودون في منزلهم بالوقت نفسه، عبر أجهزة الهاتف وتطبيقاتها الالكترونية، لتوفير الجهد الجسدي وتوفير الحديث، مع أن المتحدثين تحت سقف واحد، وكذلك يصبح وصل الرحم عبر مكالمات الفيديو، مع أنهم ببلدة واحدة، فكيف سيصغي الابن إلى والديه وهمومهما ومشاعرهما، وكيف يصغي الأجداد إلى قصص أحفادهم الصغار وضحكاتهم الدافئة، وحكاياتهم عن مغامراتهم اليومية، هنا تكمن مساوئ التكنولوجيا الحديثة، ومن المؤسف أن نعترف نحن البشر أننا صنعنا أجهزة التواصل الحديثة للتقريب فباتت تبعد القريب. لا ننسى بعيدًا عن كل ذلك من الضروري أن تكون لكل منا بشكل دوري، مدة زمنية كافية للإصغاء إلى المحادثات الجماعية ضمن العائلة أو مع الأصدقاء، وكذلك الإصغاء إلى الطبيعة من حولنا بعيدًا عن ضوضاء الأجهزة الالكترونية وذلك بنزهة عائلية أو نزهة في الحدائق والبساتين، لتعزيز الاستماع والانتباه ومن ثم الإصغاء الفعّال.
الأرشيف الإذاعي
في هذا القسم تجد جميع تفاصيل الأرشيف الإذاعي والبرامج المنجزة.