تفاصيل الحلقة
الحلقة الحادية عشرة: الإصغاء للنقد

إعداد: زينب رستم تقديم: حنان حسين المونتاج الإذاعي: رسل باسم محور الحلقة (الإصغاء للنقد) تعريف النقد: تقييم الشيء وإظهار عيوبه ومحاسنه على حد سواء. وأفضل أنواع النقد هو النقد البنّاء حيث يمكن استخدامه أداة لمساعدة الفرد على التحسن من إخفاقاته السابقة. فكل إنسان لابد أن يكون لديه عيب ما من العيوب، وبذلك فكلنا معرضون للنقد بأنواعه، فكيف يكون التعامل معه متى علينا أن نصغي له ومتى نتجاهله؟. • عزيزتي ما دمنا نسعى لمعرفة عيوبنا ولاسيما الخفية عنا، فعلينا أن نُظهِر اهتمامنا للناقد بالإصغاء لما يقوله جيدًا فربما كان ذلك النقد لعيب خطير فينا من الواجب تغييره، يقول الإمام الصادق عليه السلام: "أحب أخواني إليّ من أهدى إلي عيوبي" تحف العقول، ولكن بشرط أن يكون المقصود بالنقد هو المصغي فقط، وليس الملأ جميعا وإلا سيتحول عندها إلى فضح وشين على الشخص المُنتقَد. لذا علينا الحذر من الإصغاء للناقد المُشهر، وفي حالة تعرضنا للنقد من عدد من الناس في العيب ذاته أو عادة ما فهنا علينا أن نعلم أنه نقد بناء، وينبغي الإصغاء له. • ليس كل النقد كما تقدم إيجابيًا وليس كل النقاد يهدفون الى الإصلاح فعلينا تقييم النقد وتقييم صاحبه إذا كان أهلًا للنقد فهناك مواضع لا ينبغي الاستماع فيها إلى الناقد مثلا: عندما يتجاوز حدود الأدب لاسيما إذا كانت ألفاظ المنتقد جارحة، وتسيء إلى الشخص نفسه ولأهله.. لا إلى فكرته أو منجزه ، وأيضًا عندما يتجاوز النقد إلى الهجوم على المقدسات، كالإساءة إلى الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، أو إلى أهل بيته عليهم السلام وإلى القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وعندما يكون النقد بأسلوب غاضب، ويمتهن كرامة الشخص، أو عندما يكون نقدًا نابعًا من الغيرة أو الحسد ومن دون أي أساس أي أنه ينتقد ما يظنه عيبًا؛ فمثلا أم تعتاد على ارتداء ملابس معينة وهندام تقليدي معين لكنه مرتب وأنيق، وتجعل لأطفالها كذلك النمط التقليدي نفسه من الملابس، فتنتقدها إحدى زميلاتها أو قريباتها (كونها تحسدها على ترتيبها والتزامها) بأنها غير عصرية، وتشير اليها بأن تغيّر نمطها وتواكب هي وأبناؤها صيحات العصر، تصغي هذه الأم لكلامها، وتخجل من مظهرها ومظهر أولادها وتغيره جذريًا، فماذا تكون النتيجة؛ تخالف مبادئها أولًا ثم عقيدتها وتعاليم دينها ثانيًا؛ بحجة أنه عيب ينبغي تصحيحه. • إضافة إلى أنه عندما يكون النقد بلا مناسبة، حينئذ سيكون النقد في غير مكانه، فيفضل ألا نستمع له، وبذلك لا نصغي له؛ كأن تسأل زميلك كيف هي فكرتي المقدمة لمشروع ما فيجيبك بأن كلامك مطوَّل جدًا. إذن عزيزتي ببساطة قد يتحول النقد إلى تنمر، وإذا أردنا أن نحمي أنفسنا منه، علينا ألا نجعل أنفسنا عرضة للاستماع له، فنبتعد عن أولئك الأشخاص دائمي الانتقاد ونحرص على عدم الاحتكاك بهم، وبالتالي عدم الإصغاء لهم بتاتًا، فهو يعد نوعًا من الاعتداء النفسي أو اللفظي، وبذلك نعرف أن الشخص المتنمر يكنّ لنا البغض فلا نأتمنه مستقبلًا، ونحاول عدم الاحتكاك والتواصل المباشر معه لذا ينبغي تجاهل كلامه تمامًا. هنالك أشخاص يحبوننا، ولحبهم لنا يقسون علينا أحيانا عندما يلمسون إهمالنا لمصالحنا ، ومن أجلنا يحولون نصائحهم إلى نوع من النقد اللاذع، لكن باطنه النصح ففي هذه الحال لا يسعنا إلا الإصغاء إلى نقدهم لثقتنا بأنهم يريدون مصلحتنا وخيرنا، وعندها يمكننا تحويل الإصغاء للنقد إلى قوة ودافع للتحسن لاسيما حين يكون الموضوع المستهدف بالنقد أمرًا يمكن تغييره إلى الأفضل، مثلًا عندما يقسو علينا بالنقد والدانا أو أخوتنا الذين يكبروننا سنًا أو أزواجنا عند إهمالنا للأمور التي لا ينبغي إهمالها كالصحة والغذاء الصحي والتمارين الرياضية وما إلى ذلك... مع الأسف بعض هيئات التدريس تستخدم النقد الهدام أحيانا وهو أقسى أنواع النقد، فإما أن يكون رد فعل الطالب على ذلك هو تحطم وتدمر مستقبله، وإما أن يكون العكس في حالات نادرة يكون نقطة انطلاق له لتحول جذري، فأمر مُسلَّم به وملموس من قبل جميع المجتمع أن إصغاء الطالب يكون لمعلميه أقوى من إصغائه لأي أحد حتى الأهل، وقد لا يقتصر الأمر على المنهج التدريسي، لأن المعلم مهنته التربية قبل التعليم، والطالب يراه قدوة له، من هنا على المعلمين الحذر من انتقاد الطلاب نقدًا سلبيًا، لذا ينبغي أن يكون لهم أسلوب مدروس ونقد هادف بنّاء مع طلابهم ، قد ترصد حالات نادرة، يحاول فيها المُنتقَد أن يثبت العكس للناقد السلبي، ويتخذ من التنمر حجرًا صلبًا يرمي به من اعتدى عليه بهذا الأذى النفسي، بعض أولياء أمور الطلبة ينقلون ابناءهم إلى مدارس أخرى لينقذوا أولادهم من مصير سيئ قد يصيبهم نتيجة ملاك تدريسي يتخذ أسلوب النقد الهادم، وفي الغالب يتأخر إنقاذ مثل هذه الحالات مع الأسف.
الأرشيف الإذاعي
في هذا القسم تجد جميع تفاصيل الأرشيف الإذاعي والبرامج المنجزة.