تفاصيل الحلقة

الحلقة التاسعة: قضية الاستخلاف المطلق للصالحين من عباد الله

1438
مشاركة الحلقة
image

إعداد: مريم علي تقديم: سارة اللامي المونتاج الإذاعي: أمل السعداوي مما جاء في هذه الحلقة: قال سبحانه وتعالى في محكم كتابه الكريم: ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَْرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ) ان دولة الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) أخواتي هي دولة الحق المطلق والعدل المطلق الذي أراده الله سبحانه وتعالى لمسيرة الإنسان التكامليّة، ووجدنا بأنّ هذه الدولة الشريفة تمثّل الوعد الإلهي الذي وعد الله سبحانه وتعالى عباده الصالحين، كما في هذه الآية الكريمة، وتوجد كثير من الروايات والنصوص التي تؤكّد، حتى الآيات الكريمة أيضاً فيها هذا النوع من التأكيد والإشارة على أنّ هذه القضيّة _ قضيّة الاستخلاف المطلق للصالحين من عباد الله _ هي قضيّة وعد الله سبحانه وتعالى عباده على لسان كلّ الأنبياء وكلّ المرسلين (وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَْرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ). هذه حقيقة من الحقائق الإلهية التي كانت ضمن القرارات الإلهية في خلق الإنسان مع هبوط أوّل خليفة لله على الأرض. وإذا أردنا أن ننظر إلى هذا الموضوع نظرة طبيعيّة، مع قطع النظر عن الأدلّة الكثيرة والمتوفّرة على هذه الحقيقة، أي إذا أردنا أن ننظر إلى هذا الموضوع من خلال النظرة العامّة لوجود هذا الكون ومسيرته والظواهر الموجودة في هذا الكون، نرى بأنّ هذه القضيّة هي قضية طبيعية ومنسجمة مع كل هذه الظواهر الكونيّة. أي أنّ هذه الرؤية البسيطة _ تجعل من قضية الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) ووجود هذه الدولة ووجود هذه الوراثة المطلقة تجعلها أمراً منسجماً مع مختلف الظواهر الموجودة في هذا الكون. وأيضاً اخواتنا يمكن أن ننطلق في فهم هذه القضية _ قضية الإمام المهدي (عجّل الله فرجه الشريف) _ وقيام دولة الحق المطلق على يده الشريفة، من أبعاد متعدّدة، هي في عمق النظريّة الإسلامية والعقيدة الإسلامية والفهم الإسلامي في هذه الحياة. وهنالك عدّة نقاط رئيسة ومهمّة، تشكّل بمجموعها هذه الرؤية وهذا الفهم لقضية الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف): ومنها العدل: وهي ترتبط بالعنوان الرئيس لقضية الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف)، فنحن إذا أردنا أن نتأمل في قضية الإمام المهدي(عجل الله فرجه الشريف) تأمّلاً دقيقاً نجد أنّ النقطة المركزية والعنوان الرئيس لقضية الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) هي قضية العدل. ولذلك عندما يُتحدّث عن الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) يقال عنه أنه يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً، وهذه هي المهمّة الرئيسة التي يقوم بها الإمام المهدي عجل الله فرجه. فالإمام المهدي(عجل الله فرجه الشريف) اخواتي لا يأتي بدين جديد؛ لأنّ دينه هو دين خاتم الأنبياء محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم)، صحيح أنّ هذا الدين قد يبدو غريباً في آخر الزمان، كما ورد في الروايات، ويصبح غريباً على الناس في آخر الزمان، ولكنه على كل حال هو دين ذلك الرسول، والإمام المهدي عجل الله فرجه هو أطروحة ترتبط بالرسالة الخاتمة للنبي الخاتم، فلا يأتي بدين جديد ولا يأتي بشريعة جديدة، فمن هذه الناحية لا يوجد شيء جديد فيما يتعلّق بقضية الإمام المهدي عجل الله فرجه. فاذن اخواتي ان قضية الإمام المهدي(عجل الله فرجه الشريف) هي قضية العدل المطلق، يعني كمال العدل الإلهي في حركة الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف)، هذا الشيء هو الذي لم يتحقّق في أيّ زمان وفي أيّ عصر من العصور، أن تكون هناك حكومة صالحة وهذه الحكومة تكون متمكّنة من الأرض وتطبّق العدل على جميع الأرض وفي كل مناحي الأرض.