تفاصيل الحلقة
الحلقة العاشرة: الإصغاء مع تقدم العمر

إعداد: زينب رستم تقديم: حنان حسين المونتاج الإذاعي: رسل باسم محور الحلقة (الإصغاء مع تقدم العمر) لاشك أن الإصغاء مرتبط بالسمع الى حد كبير، ومع تقدم العمر يضعف سمع الإنسان وقد تضعف ذاكرته، ويؤثر ذلك في إصغائه إلى حد ما، كيف نجعل من تقدموا في العمر يصغون لنا جيدًا وكيف نصغي إليهم. سنعرف ذلك معًا في حديثنا ضمن هذه الحلقة. إن الطبيعة النفسية لدى كبار السن، وطبيعة وفسيولوجية أجسامهم تتغير وتصبح مختلفة إلى حد ما عمّا كانوا عليه في سنوات عمرهم السابقة، قد تكون قواهم العقلية أصلًا تراجعت وهي ليست كما كانت قبل في شبابهم وبالتالي ضعف الذاكرة والسمع، فعلينا مراعاة ذلك واستمرار الحوار معهم والاستماع إليهم فهم كالأطفال بل أكثر يحتاجون إلى من يصغي إليهم جيدا وإلى همومهم الكبيرة.... وينبغي أن ننوه بأن من كان مستمعًا غير جيد في صغره ولم يطوّر مهارة الإصغاء فمن الصعب أن يصبح مع تقدم عمره مستمعًا جيدًا. إذن هذه كانت من مسببات ضعف الإصغاء لديهم، أما العوامل التي تساعدهم على الإصغاء، فلنتعرف عليها معًا: عزيزتي حاسة السمع كبقية الحواس لدى المتقدمين في العمر، لابد أنها ضعفت لكن تختلف النسبة من شخص لآخر، فلا بأس من الاقتراب إليهم ورفع صوتنا عند التحدث إليهم، مع الاهتمام بنبرة الحديث والأسلوب اللطيف المهذب الذي يدلُّ على الاحترام، وأكثر ما يضايقهم هو تجاهلهم، فينبغي إعطاؤهم إدارة الحوار. كذلك عزيزتي تؤكد الدراسات الحديثة، أنه بالإمكان تحسين ذاكرة كبار السن باتباع تمارين عقلية بسيطة تساعدهم على إعادة استخدام أجزاء من الدماغ لها علاقة بالذاكرة لم تكن تستخدم من قبل، أو توقف استخدامها منذ سنوات، حيث تعمل هذه التمارين على تقوية ذاكرتهم وهذا بالتأكيد يقوي قدرتهم على الاستماع ثم الإصغاء، كذلك تمارين الاسترخاء، وتمارين اليقظة الذهنية، والتي هي من أنواع التأمل الذي تركز فيه على الانتباه القوي لما تحسه وتشعر به في الوقت الحالي دون تأويل أو حكم، وقد أظهرت الدراسات أن الاستماع إلى القرآن الكريم يساعد على التركيز، إذن يعزز الإصغاء. ما مدى أهمية إصغائنا إلى كبار السن: لابد من الإصغاء لهم فهو أمر ضروري لأنهم حكمة السنين بعد كل هذا العمر الذي مروا به وكل المشكلات التي تجاوزوها، كل هذا جعل لديهم خبرة عند التعامل مع المشاكل اليومية، والإصغاء لهم يخفف كثيرًا من اضطرابات القلق التي تحصل لديهم نتيجة عدة أمور أهمها الحالة الصحية أو النفسية، هذا من جهة أما من جهة أخرى: لو كان لديكم - في البيت - جد أو جدة أو قريب متقدم في العمر نلاحظ أنه يصغي باهتمام الى الأطفال، وكذلك الأطفال فهم يصغون إليهم بشكل فطري، لذلك قامت إحدى هيئات تنمية المجتمع في إحدى البلدان العربية باستقبال طلاب المدارس وكبار السن في لقاءات دورية تعزز من تواصل الأجيال وتسهم في نقل خبرات كبار السن للأجيال الناشئة، ولزرع القيم التي نعتز بها في صغارنا مثل حب الوطن والأخلاق الصالحة. وقد تم التأكيد على أمر جوهري؛ وهو: إن نقل هذه القيم للأطفال بواسطة كبار السن ذو أثر أكبر من تعليمها لهم في المدارس التقليدية، أو بواسطة الأبوين، والسر الحقيقي يكمن في أن الأطفال يكنون احترامًا فطريًا لكبار السن، لذلك فهم يؤمنون بقصصهم وحكاياتهم. فيصبحون لهم آذانًا صاغية.
الأرشيف الإذاعي
في هذا القسم تجد جميع تفاصيل الأرشيف الإذاعي والبرامج المنجزة.