إعداد وتقديم: آيات حسون المونتاج الإذاعي: رؤى جميل محور الحلقة: توجُّه الإمام الحسين (عليه السلام) نحو العراق مما تضمنته هذه الحلقة هو: إنَّ هذه الدُّنيا منذ أن خلقها الله جلَّ وعلا كانت وما زالت معتركاً للصراع بين جنود الله وجنود الشيطان، وبين الحق والباطل، فلا الشيطان انتهى من عملها الإغوائي منذ أن طُرِد، ولا الأنبياء والأوصياء (عليهم السلام) تراجعوا عن وظائفهم الشرعية لهداية الأمة منذ أن بُعِثوا، فقاموا بالواجب الإلهي رغم الصعوبات الشديدة وتحمّلوا أعظم المصائب في سبيل الله، وممن نهج هذا المنهج وسار بهذه السيرة الكريمة هو الإمام الحسين (عليه السلام) فلقد سار على نهج جدّه المصطفى (صلى الله عليه وآله) رسول البشرية ومنقذ الأمة من الحيرة والضلالة، واجتهد (عليه السلام) غاية الجهد لإحياء كلمة العدل وإمحاء الظلم، فلما رأى بعد خمسين عاماً من رحلة جدِّه المصطفى (صلى الله عليه وآله) وأبيه المرتضى (عليه السلام) تسلَّط أعداء الإسلام والمسلمين على الخلافة الإسلامية والقضاء على كثير من المُثُل الحَقَّة، نهض (عليه السلام) بوجه الطغاة الفجرة، والبغاة الظلمة، مظهراً براءته منهم، ومعلناً أهدافه من هذه النهضة الخالدة بقوله (عليه السلام): أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر ... لما قَدِمَ الإمام الحسين (عليه السلام) إلى مكة المكرمة في الثالث من شعبان سنة 60 للهجرة، بقي فيها ذلك الشهر وشهر رمضان وشوال وذي القعدة، واشتغل هناك بعبادة الله وطاعته، واجتمع إليه تلك الفترة جمعٌ من شيعة الحجاز والبصرة، فأحرم الإمام (عليه السلام) للحج في ذي الحجة، وفي الثامن من هذا الشهر وهو يوم التروية قدم عمرو بن سعيد العاص إلى مكة في جمعٍ كثيفٍ وأظهر أنَّه يريد الحج لكنه أُمِر من قِبَل يزيد «عليه اللعنة» بإلقاء القبض على الإمام الحسين (عليه السلام) ثم إرساله إلى يزيد أو قتله، وكان الحسين (عليه السلام) يعلم مكنون خاطرهم، فعدل عن الحج إلى العمرة وطاف بالبيت وسعى ما بين الصفا والمروة وأحلَّ، فتوجَّه من يومه إلى العراق، ومن الشخصيات التي التقى بها الإمام الحسين (عليه السلام) قبل خروجه من مكة هو محمد بن الحنفية الذي سار إلى الحسين (عليه السلام) في الليلة التي أراد الخروج صبيحتها من مكة، وروي أنَّه قال: يا أخي! إنَّ أهل الكوفة من قد عرفت غدرهم بأبيكَ وأخيكَ، وقد خفتَ أن يكون حالكَ كحال من مضى، فإن رأيتُ أن تُقيم فإنَّك أعزّ مَن في الحرم وأمنعه... ومن ثم يستمر الخوض في المحور حتى استيفائه وبعد ذلك تختم الحلقة.