إعداد وتقديم: آيات حسون. المونتاج الإذاعي: رؤى جميل. عنوان الحلقة: شخصية الحر بن يزيد الرياحي. الحلقة الثامنة: وهي الحلقة الأخيرة من البرنامج والتي توجز بما يلي: لم تسجّل لنا وقائع الكوفة وأحداثها سواء قبل دخول مسلم بن عقيل(ع) إليها، أو بعد دخوله وأخذه البيعة من أهلها إلى حين استشهاده، أيّ حضور يُذكَر للحُرّ بن يزيد الرياحي، فلم يكن من المشاركين في الاجتماعات السرية التي تُعقد في بيت سليمان بن صرد الخزاعي استعداداً لمكاتبة الحسين(ع) ودعوته إلى الكوفة، ولم يكن ممن كاتب الحسين(ع) ودعاه أو بايعه بواسطة مسلم بن عقيل(ع) مع أنَّ الحُرّ بن يزيد لم يكن من عرض الناس وإنَّما كان شريفاً في قومه جاهليةً وإسلاماً، وكان في الكوفة رئيساً، وشخصية مثل الحُرّ وبهذه المكانة الاجتماعية لا تهمل مواقفه وتحركاته، إلا أنَّ المؤرِّخين لم يسجّلوا له أيَّ تحرِّكٍ في أحداث الكوفة حتى في الجبهة الأخرى المعادية للحسين(ع) وحركته، ولهذا قد يكون الحُرّ صادقاً في قوله للحسين(ع): (إنّا والله ما ندري ما هذه الكتب التي تَذكُر) وقوله: (فإنّا لسنا من هؤلاء الذين كتبوا إليك)، ومهما يكن من أمر هذه الفترة، فإنَّ ظهور الحُر ّبن يزيد الرياحي وجيشه قبل وصول الإمام الحسين(ع) إلى الكوفة قد غيَّر مجرى الأحداث، وأخذت الأحداث بعد ذلك تأخذ طابعاً آخر، وهو طابع وشكل المواجهة المسلحة والتي انتهت بفصولها الدامية في كربلاء يوم العاشر من محرّم... إنَّ الذي يبدو من خلال جملة مواقف الحُرّ في يوم العاشر من محرم أنَّ الحُرّ قد وصل إلى قمة التكامل وفي فترة زمنية لا تحسب في حساب الزمن... ويستمر الخوض في المحور وبعد استيفائه تختم الحلقة.