تفاصيل الحلقة
الحلقة السادسة: السجع في خطبة السيدة زينب (عليها السلام)

إعداد: سارة عامر تقديم: أيات الخطيب الإخراج الإذاعي: سلمى العلي الضيفة: كريمة المدني في مشهدٍ يُجسّد صراعَ الحقّ مع الباطل، وقفت السيدة زينب (عليها السلام) بين جموعِ الكوفة، تُلقي خطبتَها كالرعدِ الصاعق، فكان سجعُها إيقاعًا يخترقُ القلوبَ قبل الآذان. لم تكنْ كلماتُها مجرّد حروفٍ تُنثر، بل كانتْ سهامًا مُوحّدةَ النهايات، تُلامسُ أوتارَ الضمير: "أَتَدْرُونَ أَيَّ كَبِدٍ لِمُحَمَّدٍ فَرَثْتُمْ؟! وَأَيَّ عَهْدٍ نَكَثْتُمْ؟! وَأَيَّ كَرِيْمَةٍ أَبْرَزْتُمْ؟! وَأَيَّ حُرْمَةٍ هَتَكْتُمْ؟! وَأَيَّ دَمٍ سَفَكْتُمْ؟!" هذا السجعُ المتقن – بتناغمِ حرفِ (الميم) في أواخر الجمل – لم يكُنْ زينةً لفظيةً فحسب، بل كانَ سلاحًا بلاغيًا يُضاعفُ الأثرَ العاطفيَّ، ويحوّلُ الكلامَ إلى نداءٍ يتردّدُ في أعماقِ السامعين. فالتواطؤُ الصوتيُّ في الفواصلِ خلقَ إحساسًا بالترتيبِ الكونيِّ للحقِّ، وكأنّ كلَّ مقطعٍ يُدينُ الباطلَ بإيقاعٍ لا يُردّ. وفي ذروةِ الخطبة، تحوّلَ السجعُ إلى وسيلةٍ إعلاميةٍ فذّةٍ، نقلتْ أحداثَ كربلاءَ بكلِّ أبعادِها الدراميةِ والأخلاقية. لقد صاغتْ (عليها السلام) بالكلمةِ المُسجّعةِ صورةً تبقى محفورةً في الذاكرةِ الجمعية، فجمعتْ بينَ قوّةِ التعبيرِ وجمالِ الإيقاع، ليصبحَ خطابُها مدرسةً في توظيفِ البلاغةِ كأداةٍ ثوريةٍ تُحرّكُ الساكنَ، وتُعيدُ تشكيلَ الوعيِ من بينِ رمادِ المأساة.
الأرشيف الإذاعي
في هذا القسم تجد جميع تفاصيل الأرشيف الإذاعي والبرامج المنجزة.
آخر الحلقات

