تفاصيل الحلقة

الحلقة الرابعة والعشرون: البعد العقائدي لزيارة الأربعين

15 صفر الخير 1447هـ
مشاركة الحلقة
image

إعداد: زهراء الطالقاني تقديم: نبأ شاكر وزهراء الطالقاني الإخراج الإذاعي: سلمى العلي في أجواء الحزن، نفتح اليوم صفحات هذه الحلقة التي تتوزع بين مشاهد دامية من القافلة، وتأملات عقائدية في زيارة الأربعين، وحنينٍ يشتعل نحو القباب، وكلمات مضيئة من لسان المعصوم، لنستحضر معًا البعد العقائدي لزيارة سيد الشهداء (عليه السلام) مشهد من القافلة – الرأس الذي تلا القرآن في الكوفة، وبعد فاجعة كربلاء، رُفع رأس الإمام الحسين (عليه السلام) على رمح، غير أنّه ظلّ حيًّا بنور الإيمان، يصدح بالقرآن الكريم بصوت مسموع، تلا من سورة الكهف: ﴿إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى﴾، فارتجّ الموقف وأربك الظالمين، وأثبت أنّ صوت الحق لا يمكن أن يُسكت، وفي دمشق، تلا قوله تعالى: ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ﴾، وقوله عزّ وجلّ: ﴿فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ﴾، لتبقى هذه التلاوة العلوية الخالدة رسالة أبدية بأنّ الظلم زائل، وأنّ الله هو ناصر أوليائه. المحور – درس بلا انقطاع (البعد العقائدي لزيارة الأربعين) زيارة الأربعين ليست مجرد حدث تاريخي، بل هي تجديد للبيعة وإحياء لثورة الإمام الحسين (عليه السلام)، الثورة التي قامت في وجه الظلم والفساد، وقد وصفها أهل البيت (عليهم السلام) بأنّها من علامات المؤمن، لأنّها تجسّد أعمق معاني الولاء، وتستحضر القلب والعقل مع قضية الإمام الحسين(عليه السلام)، ولذا أكّد الإمام الصادق (عليه السلام) أنّ كل خطوة يُخطوها الزائر نحو قبر الحسين تُكتب له ألف حسنة، وتُمحى عنه ألف سيئة، وتُرفع له ألف درجة، مما يعكس عظمة هذه الزيارة كعبادة روحية وسلوك تعبدي يربط المؤمن بمبادئ الحق والعدل. شوق إلى القباب تعيش الزائرة شوقًا متجدّدًا يملأ روحها بعد سنوات من البُعد، فتصبح لهفتها للزيارة زادًا من الإيمان، ورزقًا يمنحه الإمام الحسين (عليه السلام) لمن يستحق قربه، إنّه حنين يرفع قيمة الزيارة في وجدانها، ويجعلها تجربة إيمانية عميقة، تتجاوز حدود العاطفة لتبلغ مرتبة الصفاء الروحي. عن لسان المعصوم قال الإمام الصادق (عليه السلام): “من زار قبر الحسين (عليه السلام) في يوم الأربعين، كتب الله له بكل خطوة ألف حسنة، ومحا عنه ألف سيئة، ورفع له ألف درجة”. هذا الفضل العظيم إنّما هو لصدق الولاء ونقاء المحبة، إذ تتحوّل الزيارة إلى موقف توبة وتجديد روحي، وبداية نقية لمسيرة إيمانية جديدة يتزوّد بها المؤمن من مدرسة الحسين الخالدة.