تفاصيل الحلقة
الحلقة الثامنة والعشرون: الحسين (عليه السلام) والعائلة الواعية صناعة الأبطال في البيت الحسيني.

إعداد: زهراء الطالقاني تقديم: نبأ شاكر وزهراء الطالقاني الإخراج الإذاعي: آلاء السعدي جاءت هذه الحلقة غنية بفقرات متنوّعة تناولت أبعاد زيارة الأربعين، ويمكن إيجازها كما يلي: قناديل عاشوراء في كربلاء لم تكن البطولة فردًا معزولًا، بل كانت عوائل كاملة ترتقي سلّم الخلود بدمائها، ومن هذه البيوت الطاهرة، بيت خالد بن عمرو الأزدي وابنه عمرو، اللذين جسّدا أسمى صور الوفاء حين قدّما نفسيهما قرابين في سبيل الحسين (عليه السلام)ن إنها حكاية أسرة اختارت طريق الحق بكل وعي، فسطّرت أسماءها في سجلّ الخالدين، لتبقى قناديل مضيئة في سماء العاشوراء. إرثٌ لا يبلى قال الإمام الحسين (عليه السلام): «لا تقولوا في أحد من الناس ما تسمعون منه سوءًا حتى تستيقنوا...» (تحف العقول، ص245). في زمن يعلو فيه صخب الشائعات وتُبنى القطيعة على كلمة عابرة أو موقف ملتبس، يأتينا هذا الحديث الحسيني ليعلّمنا التريّث والتثبّت، والإنصاف قبل إصدار الأحكام، إنه درس في بناء مجتمع لا تهدمه الظنون، ولا تفرّقه الأكاذيب، بل يجمعه حسن الظن والعدل، إنه إرث أخلاقي خالد، لا يبلى مع الأيام. بصمة الخلود (المحور) الحسين والعائلة الواعية… كيف يصنع البيت الحسيني أبطالًا لا متفرجين؟ في كربلاء المقدسة لم يكن الإمام الحسين (عليه السلام) وحده، بل كان محاطًا برجال ونساء وأطفال، كلٌّ منهم مشروع بطولة وركنٌ من أركان الرسالة، لم يكن بينهم متردد أو متخاذل، بل عائلة صاغها الوعي والإيمان، فصارت مع الإمام الحسين (عليه السلام) لوحة مكتملة للبطولة والخلود، وهنا تتجلّى رسالة كربلاء: إن البيت الواعي يصنع رجال الموقف، ونساء الصبر، وأطفال الرسالة. أرواحٌ حلّت بفنائه عند ضريح الحسين (عليه السلام)، يغدو الصمت لغة، والدمع بيانًا، والروح محاورًا لا يعرفه إلا من عاشه، إنه حوار خفي بين قلبك وروحه، يدوّي في الأعماق بغير صوت، ويوقظ فيك الزاوية التي لم يمسّها أحد من قبل، هناك، في رحاب الإمام الحسين (عليه السلام)، تشعر أن روحك وجدت من يُنصت إليها، وأنك بين يدي من يقرأك بلا حروف.
الأرشيف الإذاعي
في هذا القسم تجد جميع تفاصيل الأرشيف الإذاعي والبرامج المنجزة.
آخر الحلقات

