تفاصيل الحلقة

الحلقة التاسعة والعشرون: شبابنا وعلي الأكبر (عليه السلام) قدوة القيم في مواجهة المحتوى الرقمي.

23 صفر الخير 1447هـ
مشاركة الحلقة
image

إعداد: نبأ شاكر تقديم: زهراء حكمت وعلا محمد الإخراج الإذاعي: آلاء السعدي جاءت هذه الحلقة غنية بفقرات متنوّعة تناولت أبعاد زيارة الأربعين، ويمكن إيجازها كما يلي: قناديل عاشوراء في ملحمة الطف الخالدة لم يكن الرجال مجرد مقاتلين، بل كانوا مشاعل مضيئة ورموزًا خالدة للمواقف الصادقة في سبيل الله، ومن بين هؤلاء يتألق اسم عبد الرحمن بن عبد ربه الأنصاري، الصحابي الجليل الذي حمل ولاء المدينة وروح الأنصار، وجعل من دمه مدادًا يختلط بدم الحسين (عليه السلام)، ليكتب بفعله صفحة ناصعة في سجل الوفاء والإيمان. إرثٌ لا يبلى قال الإمام الحسين (عليه السلام): «لا تُجالِسْ إلّا عاقلاً، ولا تُرافِقْ إلّا مؤمناً، ولا يَأْكُلْ طَعامَكَ إلّا تَقِيٌّ، ولا تَأْكُلْ طَعامَ الفاجِرِ» (تحف العقول، ص175). إنه حديث يرسم منهجًا أخلاقيًا عميقًا في بناء العلاقات الاجتماعية، فالمرء ابنُ بيئته، يتأثر بمن يجالس ويرافق، لذلك أوصى الإمام (عليه السلام) بعدم صحبة الجاهل أو الفاجر، بل العاقل المؤمن التقي، لأنه المرآة الصافية التي تفتح آفاق الوعي، وتعين على صواب القرار، وتبني مجتمعًا نقيًّا من الانحراف والزلل. بصمة الخلود (المحور) في عالمٍ تحكمه الصورة وتتنافس فيه المنصات الرقمية على خطف أبصار الشباب، يطرح سؤال جوهري نفسه: كيف نعيد صياغة اهتمامات الجيل ليقتدي بعلي الأكبر (عليه السلام)، بدل أن يذوب في بريق الموضة والمحتوى العابر؟ إنها مسؤولية مشتركة بين الأسرة والمدرسة والإعلام، لتقديم رموز كربلاء في قالب يواكب العصر، فيرى الشاب في علي الأكبر أنموذجًا للقيم العليا، لا شخصية تاريخية بعيدة عن الواقع. أرواحٌ حلّت بفنائه زيارة الحسين عليه السلام ليست موسمًا عابرًا ولا طقسًا يُؤدّى وينقضي، بل هي ثورة متجددة… ثورة على الغفلة، على الضعف، على النفس التي تهادن الهوى وتستسلم للكسل، إنها دعوة لأن نعود إلى ذواتنا أكثر صفاءً، ونقاوم الانكسارات الخفية في أعماقنا هناك، في رحاب الإمام الحسين (عليه السلام)، تبدأ الثورة الحقيقية: ثورة على أنفسنا قبل أن تكون على الآخرين.