تفاصيل الحلقة

الحلقة الثانية: الإمام الحسين (عليه السلام) حسين الحق

1436
مشاركة الحلقة
image

إعداد: سهاد سعد تقديم: زهراء فوزي المونتاج الإذاعي: رؤى جميل عنوان الحلقة: الإمام الحسين (عليه السلام) حسين الحق ما جاء فيها يمكن إيجازه بما يلي: مستمعتي الفاضلة.. ليست بطويلة تلك المسافة الزمنية التي تفصل بين ولادتين مباركتين كان فيهما مجد الأمة الإسلامية وعزتها وحياتها الخالدة بخلود رسالتها الإلهية وامتدادها؛ إنهما ولادتان لإنسان واحد جسد الكمال الذي تصبو إليه الإنسانية، ذلك هو السبط الشهيد الحسين (عليه السلام) ، وتلكما الولادتان هما الولادة الحقيقية يوم خرج ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله) من رحم الرحمة المرضي، رحم الطهارة والنور، فأنار الدنيا ومن عليها بإطلالته، ثم الولادة المعنوية التي كتبت له الخلد في كل ضمير حي ينشد الصلاح والخير.. إنها لقصيرة تلك المسافة إذا ما قورنت بذلك الدور التاريخي العظيم الذي ينبغي أن يؤدي في مثل هذا العمر الزمني، لقد ولد أبو عبد الله الحسين (عليه السلام) وفتح عينيه الشريفتين على نور الرسالة المباركة الذي ولد هو الآخر مع ولادته، فشاء الله تعالى أن يندمج نور الرسالة البهي بدم ولحم وروح هذا الوليد الطاهر، وأن يجعل بقاءها وخلودها في عمق الزمان رهن هذا الدم الزكي، وتلك الروح الطاهرة التي تجسدت بولادته وحياته الأبدية في يوم ذروة العطاء والتضحية، يوم كربلاء والشهادة. إذاً مستمعتي ما الذي جعل الإمام الحسين (عليه السلام) حسين الحق الشامخ الأبي؟ وما السر الذي جعل أئمة العصمة الهداة أئمة وقادة لنا نحن المسلمين؟ ثم ما السر في وقوع الاختيار الإلهي على هذه العصبة الطيبة من الرجال الأفذاذ فأكرمهم بأنوار الرسالة بأن جعل منهم أئمة بعد أن اختار من أصولهم الأنبياء والرسل؟ مستمعتي أن الله تعالى خلق الأشياء يوم فطر السماوات والأرض خلقاً واحداً، في حين أنه خلق الإنسان خلقين، فبأمره سبحانه خُلقت الأشياء وصارت وجوداً بتلك القوة الأزلية كما عبر عن ذلك جلت قدرته بقوله: (إِنَّمَآ أَمْرُهُ إِذَآ أَرَادَ شَيْئاً أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ )(يس/82).. ويستمر الخوض في المحور حتى استيفائه ومن ثم تختم الحلقة.