تفاصيل الحلقة

الحلقة الثالثة: ماذا نستلهم من شهادة الإمام الحسين (عليه السلام)؟

1436
مشاركة الحلقة
image

إعداد: سهاد سعد تقديم: زهراء فوزي المونتاج: رؤى جميل محور الحلقة: ماذا نستلهم من شهادة الإمام الحسين (عليه السلام)؟ يمكن أن نوجز ما جاء فيها بما يلي: مستمعتي الفاضلة إذا كانت الشهادات أوسمة رفيعة على صدور أصحابها يعلوها جميعاً وسام الإمام الحسين الأوّل، ترى ما الذي نستفيده ونستلهمه ونستوحيه من معانيها؟ إن من رام في حياته تحقيق أهداف سامية، وبلوغ نتائج عظيمة لابد له من بذل الجهود، وترويض النفس على الإيمان كي تتهيأ بذلك مقدمات بمستوى تلك الأهداف والنتائج السامية؛ فمن رام بلوغ القمم السامقة لابد أن يوجد في نفسه العزيمة والحيوية الكافيتين، وبدون ذلك لا يمكن تحقيق النتائج العظمى. إذن، علينا أن نفهم وندرك معاني حركة الإمام الحسين (عليه السلام) وحياته وأهدافه، ونعي معها تلك البصائر التي وضع ورسم خطوطها أبو عبد الله الحسين عليه السلام بدمه وجهاده ورسالته الثورية، فلابد لنا من التركيز على هذه البصائر وامتداداتها وأبعادها الواسعة، فنحن حينما نسأل الله وندعوه أن يرزقنا حسن العاقبة، ويوفقنا إلى عاقبة كعاقبة الحسين (عليه السلام) فعلينا أن نهتم بالبداية الحسنة، والبادرة الطيبة، وإلا فإن الهدف ليس سهل المنال كما قد يتصور أحياناً، وبمعنى آخر: إذا أردنا أن نبني مجتمعاً حسيني السمة والمنهج والمسيرة، ويتحدى الظلم، ويقارع الإرهاب، ويقاوم الاستبداد، ويقف متحدياً كل المؤامرات والدسائس الاستعمارية، فليس لنا طريق إلى ذلك غير أن ننشأ ونربي جيلاً حسينياً من كل جوانبه، متسلحاً بمبادئ الرسالة والثقافة الحسينية، ومستلهماً منها. فثقافة الحسين عليه السلام هي ثقافة القرآن أيضاً، وثقافة أبيه وجده وهي تجسيد حي للثقافة التي تضمنها نهج الجهاد والرسالة والحياة.. إذن لابد لنا من أن ننهض نهضة قرآنية حسينية حقيقية تتجسد في واقع حياتنا المعاش، فعندما نتلو القرآن يجب أن نتلوه تلك التلاوة التي تحوّله إلى جزء من حياتنا وواقعنا، فهذا هو كله ما يجب أن نتخذه محوراً في حياتنا كمسلمين حقيقيين، ومؤمنين رساليين، وبذلك تتحول مجتمعاتنا إلى مجتمعات حسينية.. ويستمر الخوض في المحور حتى استيفائه ومن ثم تختم الحلقة.