تفاصيل الحلقة

الحلقة الأولى: الصفوة المختارة

1445
مشاركة الحلقة
image

إعداد: زينب العارضي وتقديم: نجلاء كاشف الغطاء المونتاج الاذاعي :نور حسن تضمنت هذه الحلقة بعض من المسائل المهمّة التي تُعتبر من المبادئ الأوّلية للقضية المهدويّة فمسألة الاستخلاف الإلهيّ للإنسان الكامل، فهي ليست قضيّة شخصيّة ومحدّدة مضى عليها الزمان، بل هي فيضٌ متّصل، وفوز مستمر. وذكرنا بعض روايات عن أهل البيت (عليهم السلام) التي تخص ضرورية وجود خليفة وحجّة إلهيّة، وجاء في هذا الصدد عن أمير المؤمنين عليه السلام: "اللهُمَّ بَلَى لا تَخْلُو الأَرْضُ مِنْ قَائِمٍ للهِ بِحُجَّةٍ؛ إِمَّا ظَاهِراً مَشْهُوراً؛ وإِمَّا خَائِفاً مَغْمُوراً، لِئَلاّ تَبْطُلَ حُجَجُ اللهِ وبَيِّنَاتُهُ، وكَمْ ذَا وأَيْنَ؟ أُولَئِكَ ـ واللهِ ـ الأَقَلُّونَ عَدَداً، والأَعْظَمُونَ عِنْدَ اللهِ قَدْراً، يَحْفَظُ اللهُ بِهِمْ حُجَجَهُ وبَيِّنَاتِهِ، حَتَّى يُودِعُوهَا نُظَرَاءَهُمْ، ويَزْرَعُوهَا فِي قُلُوبِ أَشْبَاهِهِمْ… وصَحِبُوا الدُّنْيَا بِأَبْدَانٍ أَرْوَاحُهَا مُعَلَّقَةٌ بِالْمَحَلِّ الأَعْلَى، أُولَئِكَ خُلَفَاءُ اللهِ فِي أَرْضِهِ، والدُّعَاةُ إِلَى دِينِهِ. آهٍ آهٍ؛ شَوْقاً إِلَى رُؤْيَتِهِم". فقد تمّ التركيز في كلامه (صلوات الله عليه) على عدم خلوّ الأرض من حجّة إلهيّة أبداً؛ مع أنّ هذه الحجّة قد تكون أحياناً حاضرة مشهورة؛ وأحياناً أخرى غائبة مستورة، وقد جرت سنّة الله القطعيّة على أن يأتي عددٌ قليل من الناس المصطفين بشكل متناوب ويتحمّلون مسؤولية الخلافة الإلهيّة، وقد كانت قضيّة استمرار الخلافة الإلهيّة على الأرض محلّ اهتمام في دعاء العشرات، المنسوب إلى سيّد الشهداء (عليه السلام) بالنحو الذي خاطب فيه ربَّه قائلاً: "وأشهد أنّ عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين حقّاً حقّاً، وأنّ الأئمّة من وُلده هم الأئمّة الهداة المهديّون… وأنّهم أولياؤك المصطفون، وحزبك الغالبون، وصفوتك وخيرتك من خلقك، ونجباؤك الذين انتجبتهم لدينك، واختصصتهم من خلقك، واصطفيتهم على عبادك، وجعلتهم حجّة على العالمين"، وقد تمّت الإشارة في كلام الإمام الحسين (عليه السلام) هنا إلى نقطتين مهمتين قمنا بتوضيحهن في حلقتنا . وذكرنا رواية في هذا الصدد عن المأمون والإمام الرضا (عليه السلام). ومن خلال ما تمّ بيانه حتّى الآن نخلص إلى عدّة أمور: إنّ الأرض لا تخلو أبداً من حجّة لله وخليفة له،و إنّ الأنبياء (عليهم السلام )هم عُصارة الوجود، وإنّ الخلافة التي تُعدّ فيضاً إلهيّاً دائماً قد استمرّت بعد الأنبياء، إنّ الإمام المهديّ (عليه السلام) سيكون خليفة الله على الأرض.