تفاصيل الحلقة
الحلقة الخامسة: طفلي الأول (تربيته مهمة وحساسة)

إعداد وتقديم: زينب العارضي. الإخراج الإذاعي: فاطمة الزهراء الموسوي. محور الحلقة طفلي الأول (تربيته مهمة وحساسة). الأمومة رسالة مقدسة، والأم فيها أعظم مدرسة، نراها كبخور يحترق لينثر الطيب، وكشمعة تذوب لتضيء الدروب، كسحابة خير تتمزق لتروي كل جديب، فما أكبر ذلك القلب الذي تحمله الأم، وما أعظم تلك التضحيات التي تقدمها، فمن رحلة الوحام المضنية، إلى آلام المخاض الشديدة، إلى ساعة الوضع القاسية، لحظات لا تصورها الكلمات، ولا تشرح تفاصيلها المفردات، كلها تُنسى وتتلاشى مع صرخة الطفل الأولى وهو يعلن قدومه للحياة، ثم تبدأ رحلة عطاء أخرى تكافح فيها؛ لينمو ويشتد عود صغيرها، رحلة بذلٍ وعناء، وتضحية وصَبر ورجاء، بَطَلَتها أم صالحة واعية عرفت مسؤوليتها، ونهضت بدورها، فكانت الجنان تحت أقدامها؛ إكراما لها، وعرفانا لفضلها، وفي حلقتنا لهذا اليوم سنرافق الأمهات في رحلة العطاء هذه، تبدأ مرحلة الطفولة المبكرة من عام الفطام إلى نهاية العام السادس أو السابع من عمر الطفل، وهي من أهم المراحل التربوية في نمو الطفل اللغوي والعقلي والاجتماعي، هذه المرحلة يتشكل فيها البناء النفسي الذي تقوم عليه أعمدة الصحة النفسية والخلقية، والتي تتطلب من الاَبوين إبداء عناية خاصة في تربية الأطفال وإعدادهم ليكونوا عناصر فعّالة في المحيط الاجتماعي، بداية حدثينا عن معالم الطفولة المبكرة، وأبرز خصائصها، وأهمية وجود الوالدين فيها. تبين أن مرحلة الطفولة المبكرة لها دور مهم في تكوين شخصية الفرد وتحديد سماته الشخصية الأساسية، حيث يتعلم الطفل خلالها القيم والمعتقدات والسلوكيات، حدثينا عن معالم التربية في هذه المرحلة ضمن المنهج الإسلامي التربوي الرصين. تحرص الكثير من الأمهات الصالحات على أن تكون تربيتها لطفلها الأول مميزة؛ كي تضمن وجود من يعينها في التربية إن فكرت بإنجاب طفل آخر، ولذا تهتم بغرس كل ما هو جميل في نفس الطفل الأول إيمانًا منها بواجبها ومسؤوليتها تجاهه من جهة، ولكي يكون مربيًا صالحًا لبقية إخوته من جهة أخرى، فما هو تعليقكم؟ وما أبرز النصائح التي تحبون تزويد الأمهات بها؛ لتكون رحلتهن موفقة، ونهاياتها تحمل نتائج طيبة مباركة مشرقة؟ ورد في رسالة الحقوق للإمام زين العابدين (عليه السلام): "أَمّا حَقّ الصّغِيرِ فَرَحْمَتُهُ وَتَثْقِيفُهُ وَتَعْلِيمُهُ وَالْعَفْوُ عَنْهُ وَالسّتْرُ عَلَيْهِ وَالرّفْقُ بِهِ وَالْمَعُونَةُ لَهُ وَالسّتْرُ عَلَى جَرَائِرِ حَدَاثَتِهِ فَإِنّهُ سَبَبٌ لِلتّوْبَةِ وَالْمُدَارَاةُ لَهُ وَتَرْكُ مُمَاحَكَتِهِ فَإِنّ ذَلِكَ أَدْنَى لِرُشْدِهِ"، في ضوء هذه الكلمات المباركة كيف يمكن لكل أب وأم فهم المهمة المناطة بهم، والمسؤولية الكبيرة التي تقع على عاتقهم؟ وكيف يمكنهما جعل هذه الكلمات وغيرها مما أفاضه أهل البيت (عليهم السلام) شعارًا ومنارًا لهما خلال رحلة التربية؟ وما هي الثمار المترتبة على ذلك والتي لها أبلغ الأثر في مدهما بزاد الصبر والأمل لمواصلة هذه المسيرة المضنية؟ بعض الأسر الجديدة تحرص على تربية طفلها الأول على وفق نظام ترسمه بدقة وتخطط له بعناية خلال مدة الحمل، وتبدأ بالفعل في تطبيقه، ولكنها تصطدم ببعض المعوقات التي تأتي من رفض الأسرة الكبيرة أو اعتراضها على بعض الأمور، أو تدخلها المباشر في بعض الحالات، مما يسبب الإرباك للمسيرة، فما هو توجيهكم للأسرة الجديدة والأسرة الكبيرة بهذا الصدد؟ وكيف ينبغي للأم هنا تحديدًا التعامل مع هذه المواقف بشكل سليم يحافظ على متانة الروابط الأسرية من جهة، وسير التربية بشكل سليم من جهة أخرى؟.
الأرشيف الإذاعي
في هذا القسم تجد جميع تفاصيل الأرشيف الإذاعي والبرامج المنجزة.
آخر الحلقات

