تفاصيل الحلقة

الحلقة السابعة: الإخلاص، مراتبه وسبل تحصيله

1445
مشاركة الحلقة
image

إعداد: نور الهدى أحمد. تقديم: آيات حسون. المونتاج الإذاعي: دنيا الحميري. دار محور هذه الحلقة حول الإخلاص، مراتبه وسبل تحصيله حيث يكون الإخلاص من خلال تجريد النية من الشوائب والمفاسد، كما في قوله تعالى (وَما أُمِرُوا إِلاّ لِيَعْبُدُوا اللّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) . وقال تعالى: (أَلا لِلّهِ الدِّينُ الْخالِصُ). وفي الكافي عن الرضا عليه السلام: إن أمير المؤمنين (عليه السلام) كان يقول: «طوبى لمن أخلص لله العبادة والدعاء، ولم يشغل قلبه بما ترى عيناه، ولم ينسَ ذكر الله بما تسمع أذناه، ولم يحرك صدره بما أُعطي غيره». أما مراتب الإخلاص فكثيرة ومتفاوتة، أولها مرتبة الشاكرين الذين يعبدون الله تعالى شكرًا على نعمائه غير المتناهية، كما قال تعالى "وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لا تُحْصُوهَا " وبعد ذلك تأتي مرتبة المقربين الذين يعبدون الله تقربًا إليه، وهذا القرب يكون بحسب المنزلة والرتبة والكمال، حيث إن واجب الوجود كامل من جميع الجهات والممكن ناقص من جميع الجهات، فإذا سعى العبد في إزالة النقائص والرذائل عنه قرب قربًا معنويًا، وأما القرب من حيث المحبة والمصاحبة كما إذا كان شخص بالمشرق وآخر بالمغرب وبينهما كمال المحبة والارتباط ولا يغفل أحدهما عن ذكر صاحبه ونشر مدائحه وكمالاته يقال: بينهما كمال القرب. وإذا كانا متقاربين في المكان وبينهما ضد ذلك يقال: بينهما كمال البعد. ويقصد بالقرب والبعد معنويًا. وأيضا من جملة المراتب الكثيرة مرتبة المستحين، وهم قوم يبعثهم على الأعمال والطاعات الحياء من الله تعالى، حيث علموا بأنه مطلع على ضمائرهم وعالم بما في خواطرهم ومحيط بدقائق أمورهم، فاستحوا من أن يبارزوه بالمعاصي وبادروا إلى الطاعات والعبادات، كما ورد "اعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك". اما مرتبة المتلذذين فهم الذين يلتذون بعبادة ربهم بأعظم مما يلتذ به أهل الدنيا من نعيمها، ففي الكافي عن الصادق عليه السلام قال: قال الله تبارك وتعالى: " يا عبادي الصديقين تنعموا بعبادتي في الدنيا فإنكم تتنعمون بها في الآخرة ". وعنه عليه السلام قال: قال رسول الله صلى عليه وآله وسلم "أفضل الناس من عشق العبادة فعانقها وأحبها بقلبه وباشرها بجسده وتفرغ لها، فهو لا يبالي على ما أصبح من الدنيا على عسر أم على يسر"...