إعداد: نور الهدى أحمد تقديم: آيات حسون المونتاج الإذاعي: دنيا الحميري قال تعالى (يا أيها الناس إنا خلقناكم) خطاب عام لجميع الناس التفتوا أيها الناس إن الذي خلقكم ليس الا الله تعالى، صحيح إننا نولد ظاهراً من أب وأم وهما أساس وجودنا، وأن الشجرة تنمو من أصل بذرة، وأن المطر ينزل من السحاب، لكن كل هذه الأمور إنما هي أسباب ظاهرية بتخويل من مسبب الأسباب الخالق الحقيقي جل وعلا، والا فقد تتوافر الأسباب الظاهرية ولا تحصل النتيجة المرجوة المتعارفة المعتادة فكم من رجل وامرأة سالمين من كل عيب وعاهة ولكن لا يحصلان على وليد يملأ عليهما فراغ حياتهما وهذا وإن دل على شيء فإنما يدل على أن هذه الأمور ما هي الا أسباب ظاهرية يوجد وراءها سبب حقيقي هو الذي يعطينا الإذن بشق طريقها الطبيعي، ذلك هو الله تعالى وإذا علمنا أن هذه هي الحقيقة فينبغي على العاقل أن يهتم ببناء علاقة وثيقة مع الإله الرب تعالى شأنه لأنه هو مسبب الأسباب فلا بد من الاعتماد عليه في كل صغيرة وكبيرة وليعلم أن الاعتماد على مسبب الأسباب يعطي للمتوكل سيطرة وولاية وهيمنة على الأسباب الظاهرية فرب سبب ظاهري لم يعمل في عبد متوكل على الباري تعالى...