تفاصيل الحلقة

الحلقة العاشرة: المحاسبة والنقد الذاتي

1445
مشاركة الحلقة
image

إعداد: نور الهدى أحمد تقديم: آيات حسون المونتاج الإذاعي: دنيا الحميري دار محور هذه الحلقة حول محاسبة النفس والنقد الذاتي حيث قال تعالى قال تعالى: ﴿لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ * وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ﴾ الله سبحانه وتعالى في هاتين الآيتين الكريمتين، يُقسم بأمرين عظيمين الأول: القسم بيوم القيامة، ﴿لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ﴾، و ﴿لا﴾ ليست نافية للقسم، وإنما مؤكدة له. ومعروف للجميع عظمة وأهمية يوم القيامة، إنه اليوم الذي يُحشر فيه الناس ويُحاسبون، ويتقرر مصيرهم الأبدي الثاني: القسم بالنفس اللوامة، ﴿وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ﴾، واقتران الأمرين في القسم يُشعر بأنهما على درجةٍ متقاربة من العظمة والمكانة قد يتبادر سؤال الى أذهاننا وهو: ما النفس اللوامة؟ اللوامة: من اللوم، واللوم معاتبة الإنسان نفسه، ومراجعته لها، لكي يُحاسبها على الخطأ. وعندما تكون هذه الحالة دائمة عند الإنسان، يُطلق على نفسه: النفس اللوامة فالنفس اللوامة نظام مناعة روحي عند الإنسان، في مقابل جراثيم الذنوب والأخطاء، فمن طبيعة الإنسان أنه إذا أخطأ تحرّك ضميره وأشعره بالخطأ، وفي لحظات التأمل يُحاسب الإنسان نفسه على أخطائه. ولكن إذا فُقدت هذه الحالة، بسبب تراكم الذنوب والأخطاء، عندها لا يعود الخطأ باعثًا للمحاسبة والمراجعة. فيخرج الإنسان من دائرة (النفس اللوامة) ويبقى منحصرًا في دائرة (النفس الأمارة)، ﴿إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ﴾، ويكون الإنسان حينها في منطقة الخطر والهلاك، إلا أن يُنقذه الله تعالى، ﴿إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّي﴾ فالنقد الذاتي ضرورة، لأن الإنسان إذا لم يقم بنقد ذاته يسترسل في الخطأ، أما إذا انتقد ذاته وحاسب نفسه فإنه يُنقذ نفسه من ذلك الخطأ ويتجاوزه. وهي تُشبه إجراء الفحوصات الدورية على الجسم لاكتشاف أعراض الأمراض، ومعالجتها قبل استحكامها في الجسم.