تفاصيل الحلقة

الحلقة الثانية عشرة: حق النفس في معرفة حق الله عز وجل (رسالة الحقوق منطلقاً)

24 محرّم الحرام 1447 هـ
مشاركة الحلقة
image

إعداد: زهراء الطالقاني تقديم: نبأ شاكر وزهراء الطالقاني الإخراج الإذاعي: آلاء السعدي تضمنت هذه الحلقة تعزية بشهادة الإمام زين العابدين (عليه السلام)، وعدة فقرات أوجزناها فيما يلي: الفقرة الأولى | في ظلال الصحيفة الإمام زين العابدين (عليه السلام)... حين تحوّل الدعاء إلى نهضة بعد كربلاء، وفي زمن انطفأت فيه منابر الوعظ، اختار الإمام السجاد (عليه السلام) طريق الدعاء أداةً للنهضة. لم تكن "الصحيفة السجادية" مجرد أدعية، بل مشروعًا توحيديًا وتربويًا متكاملاً، غايته إصلاح النفس وبناء وعي الأمة. في دعاء "مكارم الأخلاق" و"التذلل"، نسمع صوتًا لا يُناجي من ضعف، بل من قوة روحية عميقة، تمضي على درب النهضة الحسينية بلا سيوف، لكن بأثر لا يقل عمقًا. الفقرة الثانية | حقوق تتجسد العبودية الحقة: حين يكون حق النفس هو معرفة الله في "رسالة الحقوق"، يرسم الإمام السجاد (عليه السلام) ملامح العلاقة الجوهرية بين الإنسان وربه. يوضح أن العبودية ليست قيدًا، بل احتياجًا وجوديًا، وحقًا للنفس في أن تعرف خالقها. حين تدرك النفس ربّها، تتحرر من الخوف والقلق وتبني حريتها الحقيقية. الدين هنا ليس مجموعة من التكاليف، بل منظومة تحيي الإنسان من داخله. الفقرة الثالثة | مشهد من الواقعة الصرخة في الشام: الإمام زين العابدين في مجلس يزيد في مشهد خالد، وقف الإمام زين العابدين (عليه السلام) في مجلس يزيد، ضعيف الجسد لكن قوي الحجة. بكلمات حاسمة، عرّى الطغيان، وقال: "أنا ابن مكة ومنى... أنا ابن محمد المصطفى..."، وعندما نطق المؤذن بالشهادة، وجّه الإمام سؤالًا ليزيد كشف فيه زيف شرعيته: "هذا محمد… أجدك أم جدّي؟ فإن قلتَ جدك فقد كذبت، وإن قلتَ جدّي، فلمَ قتلتَ عِترته؟" كانت لحظة انكسار الظلم وعلوّ صوت الحق. الفقرة الرابعة | سليل النهضة حين تُبنى النهضات على السجادة لا السيوف الإمام السجاد (عليه السلام) لم يحمل سيفًا، لكنه حمل مشروع إصلاح روحي غيّر الأمة من الداخل. بنى نهضته بالصبر والدعاء، وأعاد للأمة وعيها من خلال "الصحيفة السجادية" التي جسّدت امتداد عاشوراء بلغة مناجاة. علّم الناس أن النهضة تبدأ من مكارم الأخلاق، ومن فهم الابتلاء كوسيلة للارتقاء، لا كعقوبة. فكان سليل النهضة، ومحيي دربها في زمن الصمت.