تفاصيل الحلقة
الحلقة الثانية والثلاثون: غريب صنع وطنًا

إعداد: زهراء الطالقاني تقديم: نبأ شاكر وزهراء الطالقاني الإخراج الإذاعي: آلاء السعدي جاءت هذه الحلقة غنية بفقرات متنوّعة تناولت أبعاد زيارة الأربعين، ويمكن إيجازها كما يلي: الفقرة الأولى / قناديل عاشوراء (شوذب مولى عابس: خادمٌ أصبح سيّدًا في ساحة الطف) لم تكن عاشوراء ساحة للأبطال من السادة فقط، بل كانت ميدانًا ارتقت فيه الأرواح بصدقها وولائها، لا بأنسابها وألقابها. ومن أروع نماذج هذا الارتقاء، قصة الشهيد شوذب مولى عابس الشاكري، الذي خطّ اسمه في سجلّ الخلود رمزًا للوفاء، حتى صار الخادم حُجّة على الأحرار. الفقرة الثانية / إرثٌ لا يبلى قال الإمام الحسين (عليه السلام): «كونوا زينًا لنا ولا تكونوا شينًا علينا. حبّبونا إلى الناس ولا تبغّضونا إليهم. جرّوا إلينا كلّ مودة، وادفعوا عنّا كلّ قبيح». يُعدّ هذا الحديث الشريف من أبلغ ما ورد في التربية الأخلاقية والسلوكية لأتباع أهل البيت (عليهم السلام)؛ إذ يُحمّل الإمام الحسين (عليه السلام) أتباعه مسؤولية تمثيل القيم التي دعا إليها، ويحثّهم على أن يكونوا مرآةً مشرقة تُجسّد جمال مذهبهم وسيرة أئمتهم. الفقرة الثالثة / بصمة الخلود غريبٌ لكنه صانع وطن… هكذا كان الإمام عليّ بن موسى الرضا (عليه السلام)، فقد أُخرج مكرَهًا من مدينة جدّه صلى الله عليه وآله، وسيق إلى خراسان في ركب المأمون، لا ليُكرَّم، بل ليُستَثمَر اسمه الطاهر في شرعنة سلطةٍ جائرة، دخل الإمام أرض طوس وهو "غريب" بكل ما تحمله الكلمة؛ غريب عن أهله، عن موطنه، وحتى عن الحرية. لكن الغريب هذا حوّل غربته إلى ميدان بناء، وصاغ من منفى الإكراه وطنًا جديدًا من القيم والمعرفة والوعي. الفقرة الرابعة / أرواحٌ حلّت بفنائه (زيارة الحسين (عليه السلام): مقام الاعتراف والاعتكاف القلبي) زيارة الحسين (عليه السلام) ليست مجرّد سلوك تعبّدي، ولا رحلة تنتهي بانتهاء الخطوات، بل هي دخولٌ إلى مقامٍ من مقامات الروح، هي خلوةٌ صافية، واعترافٌ عميق، يضع الزائر وجهًا لوجه مع حقيقته، ويأخذه إلى أعماقٍ ما كان ليجرؤ على بلوغها، لولا أن الحسين (عليه السلام) هو من فتح له الباب.
الأرشيف الإذاعي
في هذا القسم تجد جميع تفاصيل الأرشيف الإذاعي والبرامج المنجزة.