إعداد: وفاء عمر عاشور تقديم: نهاوند العبودي المونتاج الإذاعي: سلمى العلي لقد نشأت حركة التوّابين بصورةٍ سريّة، إذ أخذ الشيعةُ يتجمّعون في بيت سليمان بن صُرَد الخُزاعي، حيث لم تكن هذه الجلسات تخلو من النقد اللاذع لأنفسهم ولمواقفهم، وخذلانهم لسبط الرسول (صلى الله عليه وآله). وكان كلٌّ منهم يتبارى في لَومِ نفسه وإعلان توبته. فالتوّابون، وإن لم يشاركوا في قتل أبي عبد الله (عليه السلام)، إلا أنهم نتيجةً لتقاعسهم، قد أسهموا - دون قصد - في تسليمه لعدوّه وعدوّهم. ولتكفير ذنوبهم في ذلك، بدأوا يدعون الناس إلى القيام بحركةٍ انتقاميّةٍ من بني أميّة، داخل الأوساط الشيعيّة، بعيدًا عن مراقبة السلطة وجواسيسها المنتشرين في كلّ مكان. وسمّوا حركتَهم بـ"التوّابين"، وكان شعارُهم: "يا لثارات الحسين". وعلى الرغم من علمهم بأساليب القمع الوحشيّة ووسائل التعذيب النفسيّ والبدنيّ التي تمارسها السلطة الأموية ضدّ معارضيها، فإنهم صمّموا على نُهضتهم العظيمة، والمضيِّ على ما مضى عليه الإمام الحسين (عليه السلام).