إعداد:غفران ناجح. تقديم:رؤى علي. المونتاج الإذاعي: نور البغدادي. تتحدث الحلقة عن بواعث النهضة الحسينية لقد كان العنصر الاجتماعي واضحا في النهضة الحسنية ،فالحكم الأموي ممثلا بالخليفة يزيد كان يعرض المجتمع الإسلامي آنذاك إلى أسوء الحالات الاجتماعية والإنسانية ؛فكان يقمع المسلمين غير العرب ويعذب ويظلم ويدعو إلى القبلية ،وينزل ويحارب كل فضيلة فنزل بالمجتمع إلى الانحطاط. لذا قام الإمام الحسين عليه السلام إلى الثورة ليحافظ على دين جده صلى الله عليه وآله وسلم،فقد قال الإمام الحسين عليه السلام :(....وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي ،أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر،فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق ،ومن رد علي هذا أصبر حتى يحكم الله بيني وبين القوم بالحق وهو خير الحاكمين.) إذن لم يخرج الحسين لهدف شخصي أو اجتماعي،بل خارجا في نهضته من أجل الحق فقد تعالى عن كل غرض قبلي،أو سياسي، وقد برز العنصر الاجتماعي في نهضته عليه السلام ؛فعندما تخاذل أهل العراق عن بيعته وقتلوا سفيره مسلم بن عقيل رضي الله عنه وعندما تبين له ومن معه المصير الرهيب الذي ينتظرهم برز إلى الحر بن يزيد الرياحي وخطب في جيشه قائلا:(أيها الناس إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:من رأى سلطانا جائرا مستحلا لحرم الله ،ناكثا لعهد الله ،مخالفا لسنة رسول الله يعمل في عبادالله بالإثم والعدوان ،فلم يغيرماعليه بفعل ولا قول، كان حقا على الله أن يدخله مدخله) وبين الإمام لمن كان معه أسباب نهضته ؛منها الظلم والاضطهاد،والتجويع واختلاس أموال الأمة ،ويلمح عليه السلام من خلال خطبته إلى أنهم كانوا يخشون النهضة ‘ويفضلون وضع مجتمعهم المزري على التجويع والحرمان والتشريد ،فأتم الخطبة وقال مذكرا لهم بمركزه :(..فإني الحسين بن علي وابن فاطمة بنت رسول الله ..) وفي هذه الخطبة أفهمهم مواقفهم المتكررة من الحركات الإصلاحية،فهم يظهرون العزم على الثورة حتى إذا جد الجد انقلبوا جلادين للثورة وهذا مافعلوه معه عليه السلام . الثورات التي تقودها روح كربلاء بدماء شهداء آل العترة وإن لنهضة الحسين عليه السلام أثر آخر، وهو الشعور بالإثم في نفس كل مسلم كان باستطاعته أن يقف مع الحسين عليه السلام ويدافع عن أهل بيته، لكنه تقاعس خوفا من السلطة الأموية. وختاما تمت الإشارة إلى أن الثورات المطالبة بدم الحسين وأهله وأصحابه مستمرة دون انقطاع.