تفاصيل الحلقة

الحلقة الثانية: كيف نصنع المعروف

11 ربيع الأول 1443
مشاركة الحلقة
image

إعداد: آلاء طعمة. تقديم: سوسن عبد الله. المونتاج الاذاعي: خديجة الموسوي. سنكون واياكن في ترنيمة جديدة من الاحسان والمعروف والتي صغناها بهذا التساؤل: كيف نصنع المعروف؟ ان المعروف صُنع الحَسن للناس. فأي شي حسن تفعله للناس يسمى معروفًا. وفي الإسلام ينطلق من ثلاثة منطلقات: المنطلق الاول في التقرب إلى الله. فكل إنسان عليه أن يطلب رضى الله تعالى إذا أراد فعل المعروف، فلا يهمه حينها لمن يعمل هذا المعروف، لأنه إذا عمل لشخص ما، فسوف ينظر إذا كان يستحق أو لا، بخلاف الذي يعمل لرضى الله فيعمل لكل عباده وخلقه. ولا ينتظر من أحد شكرًا، ولا يعمل بهدف كسب مصالح أخرى لذاته. جاء عن أمير المؤمنين (ع): (ابذل معروفك للناس كافة، فإن فضيلة المعروف لا يعدلها عند الله سبحانه شيء). فأن ترغب في مساعدةِ الآخرين فهذا شعور نبيل، لكن السؤالَ هو: كيف ستساعد الآخرين؟ قد تحسب للوهلةِ الأولى أنَّ الإجابةَ عن هذا السؤال يسيرة، أو أنَّ كل ما عليك هو البحث عما يحتاجُه الآخرون لتسارعَ بتقديمه لهم؛ لكن ما يجب أن تفكرَ فيه بحق هو أن تتعلمَ فن مساعدة الآخرين، ولكل فن أصوله. أيضاً هناك المساعدات الإضافية وليست الضرورية، فإن تقديم مثل هذا النوع يكون غالبًا للأصحاء، وهي مساعدات دافعها الحبُّ أو الخوف على شخصٍ ما، أو إبعاده عن أي مصدر قلق أو خطر، ومن الأمثلة على هذا النوع: رغبتك في مساعدةِ والديك إبعادًا لهما عن أي مصدر قد يمثل خطرًا، أو يؤدي إلى مشكلاتٍ صحية مثلاً، فرغم أنَّ والدَك صحيح وذو بنية جيدة تجد أنك تصر على ألا يقودَ سيارتَه لتنوبَ أنت عنه في هذا، أو تصر على أن تكون مهمة حمل الأغراض - وبخاصة ثقيلة الوزن - من نصيبِك أنت، وهكذا وهذا النوع من المساعدات مستمعتي أيضًا يحتاج إلى حذرٍ في الأداء، حيث المطلوب أن تأتي مساعدتك محملة على محمل الحبِّ والتدليل للطرف الآخر وليس إعانته. لهذا مستمعتي الكريمة عزِّزي رغبتك في مساعدة الآخرين بتعلم فنِّ المساعدة، ولا تنسي قيمةَ التواضعِ والتباسط والحب وأخيرًا وليس اخرا لا تمنّيَ على أحد بمساعدتك فتذهبي بها أدراج الرياح.