تفاصيل الحلقة
الحلقة الثالثة: العطاء في حياة أمير المؤمنين عليه السلام

إعداد: آلاء طعمة. تقديم: سوسن عبد الله. المونتاج الاذاعي: خديجة الموسوي. ان العطاء سمة بارزة من سمات الأنبياء والأئمة والأولياء والقادة والعظماء، وحياة الأنبياء والأئمة كلها عطاء في عطاء، فرسالتهم في الحياة هي العطاء، والتي تشمل كل جوانب العطاء الروحي والمعنوي والديني والفكري والتربوي والسلوكي. وعندما نقرأ سيرة الإمام علي (عليه السلام) سنجد أن حياته كلها كانت عطاء متواصلاً من أجل خدمة قضايا أمته، ونشر رسالة الإسلام إلى العالم، والتضحية بمصالحه الشخصية من أجل مصالح الأمة، والصبر على الجراح والمعاناة من أجل إسعاد الآخرين؛ بل والتنازل عن حقه في الحكم والخلافة من أجل حفظ وحدة المسلمين، وتقوية الإسلام؛ وهذا هو من أعظم العطاء. فلنبدأ مستمعتي الإبحار في سيرة الإمام علي (عليه السلام ) من عطائه المالي وإنفاقه كل ماله من أجل إسعاد الفقراء والمحتاجين، فقد ((كان الإمام علي (عليه السلام ) يقدم الآخرين على نفسه، ويبحث عمن يعطيه ويعتبر ذلك ديناً عليه، لا له، ويقول: ((الكريم يرى مكارم أخلاقه ديناً عليه يقضيه، واللئيم يرى إحسانه ديناً له يقتضيه)). كما كان الإمام علي عليه السلام يعاتب من لا يشجع على الكرم، أو يدعو إلى البخل وقد روي:(( إن أمير المؤمنين (عليه السلام ) بعث إلى رجلٍ بخمسة أوساق من تمر. هكذا كان الإمام علي (عليه السلام ) في عطائه المالي لا يفرق بين أن يكون العطاء من فضة أو ذهب !! فالمال عنده مال الله، وهو المؤتمن عليه، و الناس عباد الله، وعليه أن يعطيهم من مال الله الذي بيده؛ وإن لم يبقَ لعائلته إلا أقل من القليل؛ لأنه إمام المسلمين، وليس كأحدهم. وكان الإمام يهتم بقضاء حوائج الناس مهما كانت، فيعطف على الضعيف، ويرحم المستضعف، ويقضي حاجة كل محتاج، ويسعى لحل المشاكل بين الناس. إن مظاهر العطاء في سيرة الإمام علي (عليه السلام ) لا تقتصر على جانب دون آخر، ولا على شريحة دون أخرى، ولا على مناسبة دون مناسبة؛ فحياته كلها عطاء، ولذلك سيبقى الإمام علي (عليه السلام ) عظيماً على مر الدهور والسنين، ولن تستطيع كل الحواجب أن تمنع شمس عظمته من الإشراق والانتشار. فلتكن حياتنا عطاء ايتها المستمعات فالإنسان الكبير والذي يسجل التاريخ اسمه هو من يعطي وقته وماله وحياته من أجل الآخرين، أما من لا يهتم إلا بمصالح نفسه وذاته، ولا يهمه قضايا الأمة، ومصالح المجتمع، فإن التاريخ لن يقبل أن يسجل هؤلاء الأنانيين في دفاتر وسجلات القادة والعظماء. نعم ان الإنسان يكون كبيراً بعطائه المتواصل وتفانيه من أجل تنمية مجتمعه، والسعي لتقوية أمته، وكلما كبر عطاء الإنسان كبر حجمه ومكانته عند الله سبحانه وتعالى وعند الناس. فلتكن حياتنا كلها عطاء، ولنقتدي بالإمام علي (عليه السلام ) في عطائه وتضحيته من أجل أن يكون الإسلام في رفعة، والمسلمون في تطور وتقدم وازدهار، وأن يعيش الناس في سعادة واطمئنان والى هنا نطوي واياكن ترنيمة حلقتنا لهذا اليوم والتي كانت مكللة بعطاء اميرنا وشفيعنا يوم الحشر، نبراسنا وسراج طريقنا نحو العطاء الاكبر.
الأرشيف الإذاعي
في هذا القسم تجد جميع تفاصيل الأرشيف الإذاعي والبرامج المنجزة.
آخر الحلقات
