تفاصيل الحلقة
الحلقة الرابعة: الإنفاق في سبيل الله ومفهومه

إعداد: آلاء طعمة. تقديم: سوسن عبد الله. المونتاج الاذاعي: خديجة الموسوي. ايتها الفضليات لقد أمر الله تعالى عباده المؤمنين بالإنفاق في وجوه البر المختلفة، طاعةً لله تعالى، وعوناً للفقير والمسكين، وتوثيقاً للروابط والصلات بين أفراد المجتمع، حتى يعمّ الرخاء ويسود الود بين الناس فيعيشون متحابين لا يحسد بعضهم بعضاً، ولا يحقد أحدٌ على أحد. وبيَّن القرآن الكريم أن المال مال الله، وأن الإنسان مستخلف فيه، فأمرهم أن ينفقوا مما هم مستخلفين فيه، فقال تعالى: [ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيه] والله سبحانه يثيب المنفق ثواباً عظيماً، ويضاعف أجره إلى سبعمائة إلى أكثر من ذلك: [مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ] وضرب الله تعالى مثلاً آخر لثواب المنفق في سبيله بجنة بربوة تثمر في كل حين وانتاجها مضاعف على مختلف الأحوال إذا أصابها مطر غزير أثمرت ثمراً مضاعفاً وإذا أصابها مطر قليل أثمرت كذلك. فكذلك انفاق المؤمن في سبيل الله صدقته رابحة بإذن الله في كل حال من الأحوال قليلة كانت أو كثيرة. فلا يحسب أحدٌ أن الانفاق مطالب به الأغنياء دون الفقراء، ولكنه ميدان يتنافس فيه من يطلب مرضاة الله تعالى ويرجو ثوابه، واما التسويف في الإنفاق مستمعتي فهو أمر مذموم حذر منه النبي صلى الله عليه واله وسلم لأن الإنسان لا يأمن الموت ولا يأمن العوائق. لقد أمر الله عزَّ وجل عباده المؤمنين بإنفاق الطيبات والتقرب إليه تعالى بأفضل ما يملكون لأن الله هو الغني الحميد، والمال مال الله ونعمه جعله مستخلف عليها، فينبغي أن يؤدي شكرها، وينفق الطيب منها ولا ينفق الخبيث الرديء. ولو أعطي الإنسان المال الخبيث أيرضى أن يأخذه؟ لا يرضى إلا بالاغماض والتساهل وإمضاء الأمر مع معرفة عيبه، فكيف يرضى لغيره ما لا يرضى لنفسه؟ وبيَّن الله تعالى أن الشيطان هو الذي يحرض على الشح ويأمر بانفاق الخبيث: فالشيطان يخوفكم الفقر، فيثير في نفوسكم الحرص والشحَّ والتكالب، والشيطان يأمركم بالفحشاء، وخوف الفقر كان يدعو القوم في جاهليتهم إلى وأد البنات وهو فاحشة، والحرص على جمع الثروة كان يؤدي ببعضهم إلى أكل الربا وهو فاحشة... وحين يعدكم الشيطان الفقر ويأمركم بالفحشاء، يعدكم الله المغفرة والعطاء، [وَاللهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا] وفي الوقت نفسه مستمعتي الكريمة أرشد القرآن إلى طريقة الانفاق وهي التوسط فلا يقتِّر ولا يبذّر، ولا يبخل فيمسك، ولا ينفق كل ما عنده فيفقر ويضيع ماله. قال تعالى: [وَآَتِ ذَا القُرْبَى حَقَّهُ وَالمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا إِنَّ المُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا] وقد أمر الله تعالى بالتمتع بالطيبات من غير إسراف وما أراد الإسلام بالانفاق مجرد سد الخلة، وملء البطن، كلا مستمعاتنا ! وإنما أراده تهذيباً وتذكية وتطهيراً لنفس المعطي واستجاشة لمشاعره الإنسانية وارتباطه بأخيه الفقير، وتذكيراً له بنعمة الله عليه، وعهده عليه أن يأكل منها في غير سرف ولا مخيلة، وأن ينفق منها في سبيل الله في غير منع ولا منّ. وأما صاحب الكلمة الطيبة والقول المعروف، إذا أعطى جمع من المحسنين الكلمة الطيبة، والصدقة الخالصة من المن والأذى، وإذا لم يعط كان له أجر التصدق بالكلمة الطيبة، بل هو خير عند الله من المنفق المنّان.
الأرشيف الإذاعي
في هذا القسم تجد جميع تفاصيل الأرشيف الإذاعي والبرامج المنجزة.
آخر الحلقات
