تفاصيل الحلقة

الحلقة السادسة: سبل مساعدة الآخرين

9 ربيع الثاني 1443
مشاركة الحلقة
image

إعداد: آلاء طعمة. تقديم: سوسن عبد الله. المونتاج الاذاعي: خديجة الموسوي. إن الانسان لا يستطيع أن يعيش لوحده في هذا العالم ، ولهذا مهما حاول أن يعتمد على نفسه فإنّه لن يستطيع الاستغناء عن طلب المساعدة من الاَخرين في العديد من أمور حياته ، وذلك بغضّ النظر عن مستواه المادي والصحي، وبما أنّ الإنسان منذ الصغر يبدأ حياته بالاعتماد على الآخرين، فإنّه أيضاً سينهيها بالاعتماد على الآخرين، وأيضاَ كذلك الامر في المرحلة المتوسطة من الحياة أي مرحلة الشباب فالإنسان لن يستطيع تحقيق النجاح إلّا إذا دعمه الآخرون في ذلك. كما إنّ حاجة الشخص إلى مساعدة الاَخرين تدل على أن الاَخرين أيضاً يحتاجون إلى مساعدته وهذا ما يعتبر واجباً على الإنسان منذ صغره، ولكن في حدود قدرته، فالإنسان وحده لن يستطيع مساعدة جميع الأفراد، ولكنّه سيقوم بمساعدتهم بحدود قدراته وإمكانياته، والشخص الذي يرفض مساعدة الآخرين يعتبر أنانياً ، ولا يستحق أن يصنف ضمن البشر. وأهمّ صفة يجب أن يمتلكها الإنسان اثناء مساعدته للاَخرين هي الصبر، فالصبر يعد مفتاح الفرج لجميع أمور الحياة، ولهذا يجب على الفرد أن يتعلم السيطرة على مشاعره اثناء تعامله مع الآخرين؛ لأنّه سيلتقي في حياته مع بعض الأفراد الذين سيكنّون الشر في نفوسهم فلا يستطيعون رؤية أحد الأفراد سعيد. وهنا لدينا بضع خطوات لمساعدة الآخرين والتي منها: الاستماع الى كلامهم: فان الإنسان الذي يرغب بمساعدة غيره لن يتمكّن من تحقيق ذلك إلا عندما يستمع لكلام الاَخرين، فعندها فقط سيستطيع إدراك الحاجة التي يريدها الشخص المتكلّم. اضافة الى تقديم المساعدة بطريقة جميلة ولا تجرح: نعم فيجب على الإنسان عندما يقوم بتقديم المساعدات أن يقدمها بطريقة لا تجرح صاحبها، أو تشعره بالعجز؛ لأنّه بهذا الاسلوب سيضره، ولن يساعده. كما وإنّ مساعدة الفرد للآخرين لن تتحقّق بدون وجود تفاعل بينهم، فالتفاعل مستمعتي يعد عنصر مهم حتى لا يشعر الطرف الاَخر بالإهانة، أو بأنه أقل مرتبة من الذي يقدم المساعدة. وكلما استطاع الإنسان مستمعاتي الاعتماد على نفسه في حياته والاستقلال فيها عن باقي الناس فإنّه سوف يحتاج إلى المساعدة في العديد من الأوقات وليس في حينٍ من الأحيان فقط سواءً كان هذا الشخص غنيّاً أو فقيراً، قوياً أو ضعيفاً، ذكراً كان أم أنثى. والأمر الآخير الذي عليك فهمه عند مساعدتك للآخرين هو أنّهم يرحبون بمساعدتك، أو أن تعمل على جعلهم يرحّبون بمساعدتك قبل التطفل عليهم، ففي العادة مستمعتي قد تزيد محاولة الناس للمساعدة في المشاكل وخاصةً العائلية منها إلى تفاقم المشاكل بشكلٍ كبيرٍ جداً وإيصالها إلى مرحلةٍ لا حلّ لها، وعندما تعرف أنّ من أمامك يرحب بمساعدتك فعليك ألّا تجعله ينفر منك أثناء مساعدتك له أيضاً، فقد ينفر البعض الأشخاص أثناء محاولة مد يد العون لهم بأسلوبهم، وليست هذه فقط سبل مساعدة الاخرين فان هناك الكثير من الامور الواجب علينا ادراكها كي نتمكن من مد يد العون الى الاخرين بطريقة تسهم في اغداقهم بالمعروف والاحسان لتكون مفعمة برضا الرحمن.