تفاصيل الحلقة

الحلقة التاسعة: جزاء الإمتناع عن قضاء حاجة المؤمن مع القدرة عليها

30 ربيع الثاني 1443
مشاركة الحلقة
image

إعداد: آلاء طعمة. تقديم: سوسن عبد الله. المونتاج الاذاعي: خديجة الموسوي. قال مولانا الإمام الحسين عليه السلام: "صاحب الحاجة لم يكرم وجهه عن سؤالك فأكرم وجهك عن ردّه"، ليس بوسعنا ان نتصورمدى قبح الامتناع عن قضاء حاجة الأخ مع القدرة عليها وهو ما ورد في طائفة كبيرة من الأحاديث الشريفة كما عن مولانا الصادق عليه السلام: "أيما رجل مسلم أتاه رجل مسلم في حاجة وهو يقدر على قضائها فمنعه إياها، عيّره اللَّه يوم القيامة تعييراً شديداً وقال له: أتاك أخوك في حاجة قد جعلت قضاءها في يديك فمنعته إياها زهداً منك في ثوابها، وعزّتي لا أنظر إليك في حاجة معذّباً كنت أو مغفوراً لك"، فالذي يردّ محتاجاً قصده ولجأ إليه مستعيناً به يضع نفسه موضع المهان طالما لا يمتلك عذراً، ويبعد نفسه عن ساحة النظر الإلهي بالرأفة والتأييد له، بل يقطع ولايته باللَّه عزَّ وجلّ‏َ حينما يأتيه مستجيراً فلا يجبره... فترك إعانة المسلمين وعدم الاهتمام بأمورهم قد يكون ناتجاً عن الكسالة أو ضعف النفس أو البخل أو الزهد بالثواب أو غير ذلك من الأسباب وهي بأجمعها ليست من الصفات الحسنة والامتناع عن الخدمة هو استخفاف بآل البيت عليه السلام نعم مستمعتي فلقد قال الإمام الصادق عليه السلام لنفر عنده: "ما لكم تستخفون بنا؟ فقام إليه رجل من أهل خراسان فقال: معاذ لوجه اللَّه أن نستخف بك أو بشي‏ء من أمرك فقال: بلى إنك أحد من استخف بي. فقال: معاذ لوجه اللَّه أن استخف بك. فقال له: ويحك أولم تسمع فلاناً ونحن بقرب الجحفة وهو يقول لك احملني قدر ميل فقد واللَّه أعييت واللَّه ما رفعت به رأساً لقد استخففت به، ومن استخف بمؤمن فبنا استخف وضيّع حرمة اللَّه عزَّ وجلّ‏َ" ها قد عرفنا مستمعتي أن من رذائل الصفات التهرب والامتناع عن خدمة خلق اللَّه تعالى مع القدرة عليها والآن نتعرف على الآثار السلبية لذلك فعن الامام الصادق عليه السلام: "ما من مؤمن يخذل أخاه وهو يقدر على نصرته إلا خذله اللَّه في الدنيا والآخرة". "لا ترفع حاجتك إلا إلى أحد ثلاثة: إلى ذي دين، أو مروّة، أو حسب، فأما ذو الدين فيصون دينه، وأما ذو المروة فإنه يستحي لمروته وأما ذو الحسب فيعلم أنك لم تكرم وجهك أن تبذله له في حاجتك، فهو يصون وجهك أن يردك بغير قضاء حاجتك" فإذا ابتلى الإنسان بالإحتياج إلى أقرانه من بني البشر فعليه أن يكون حكيماً في اختيار الجهة التي يتوجه إليها بطلب الحاجة لأن من أغلى ما يملك الإنسان هو ماء وجهه الذي لا يقدر بثمن فعليه أن يبذله عند من يصونه. قال الأمام علي عليه السلام: "ماء وجهك جامد يقطره السؤال فانظر عند من تقطره"، كما و يعتبر الهروب من واجب خدمة المحتاجين استخفافاً بأهل بيت العصمة عليهم السلام وتضييعاً لحرمة اللَّه عزَّ وجلّ‏َ. ومن آثار الامتناع عن خدمة الناس: خذلان اللَّه في الدنيا والآخرة، الحرمان من طعام الجنة، المعاونة على الاثم، لا ينظر اللَّه سبحانه إليه في حاجة، تعييره يوم الحساب، عدم قبول الأعمال، يحشر مغلولاً، تأكله النار في قبره، يبوء بلعنة من اللَّه، والذلة في العالمين الدنيوي والأخروي. فينبغي طلب المعروف من أهله تحذراً من الوقوع في المهانة وأهله: ذوو الدين والمروة والحسب والرحمة والايثار والشفقة من ذوي الأصول الثابتة والفروع النابتة.